الشاعر المعروف نبيذًا مع غلام حسن
الوجه بديع الوصف فلما رآه البحتري ضمه إليه وقبله وكتب معه هذه البيات:
أبا جعفر كان تقبيلنا ... غلامك إحدى الهبات الهنيه
بعثت غلينا بشمس المدام ... تشرق في كف شمس البريه
فليت الهدية كان الرسول ... وليت رسولك كان الهديه
فلما قرأ الأبيات أرسل إليه الغلام.
حكاية: قال بعض الأدباء وصف للمأمون جارية شاعرة فائقة في الجمال والكمال يقال لها فضل، فبعث في شرائها وأتى بها وقت خروجه إلى الروم، فلما همّ ليلبس درعه خطرت بباله فدعا بها فخرجت إليه؟ فلما نظر إليها أعجب بها فقالت ما هذا؟ قال أريد الخروج إلى بلاد الروم فقالت قتلتني والله يا سيدي ثم ذرفت دموعها على خدها، فقال المأمون:
دمعة كاللؤلؤ الرطب ... على الخد الأسيل
هطلت في ساعة البين ... من الطرف الكحيل
ثم قال لها أجيزي، فقالت:
حين هم القمر الطالع عنا بالأفول ... إنما تفتضح العينان في وقت الرحيل
فضمها المأمون إلى صدره، ثم قال لخادمه مسرور أكرمها وأكرم ملحها وأصلح لها كلما تحتاج إليه من المقاصير والخدم والجواري إلى وقت رجوعي.
حكاية: قيل إن رجلًا كانت عنده ابنة جميلة تزوجها رجل من أهل النعم وأحبته، فلم تلبث معه إلا قليلًا حتى مات فحزنت عليه حزنًا شديدًا وكانت تدخل بستانًا لأبيها تخلو فيه وتبكي وتنشد هذه الأبيات:
إنما ابكي لإلف ... خانه الدهر فمات
قلت للدهر بشجو ... أيها الدهر أسات
لم تركت الم والأب ... وبالإلف بدات
إنه أحسن خلق ... كان لي في الخلوات
ففطن لها أبوها وسمعها تردد البيات فقال لها ما كنت تقولين يا بنية؟ فقالت يا أبتي وجدت الماء قد قلّ ولحق النخل العطش، فلما رأيت ذلك أحزنني فأنشدت:
إنما ابكي لنخل ... خانه الماء فمات
قلت للماء بشجو ... أيها الماء أسات
لم تركت الزرع والكرم ... وبالنخل بدات
إنه أحسن شيء ... كان لي في الثمرات
1 / 49