قارب بلادهم بلغ ذلك ملك الصين فجمع وزراءه واستشارهم، فقال رئيسهم أثر فيّ أثرًا وخلني فأمر به فجدع أنفه فقام هاربًا مستقبلًا لشمر فوافاه على أربعة منازل
بعد خروجه من مغاور الصين فدخل عليه، وقال إني أتيتك مستجيرًا. قال شمر ممن؟ قال من ملك الصين لأني كنت رجلًا من خاصة وزرائه وإنه جمعنا لما بلغه مسيرك إليه واستشارنا فأشار القوم جميعًا عليه بمحاربتك وخالفتهم في رأيهم وأشرت عليه أن يعطيك الطاعة ويحمل إليك الخراج، فاتهمني وقال قد ملت إلى ملك العرب وكان منه لي ما ترى ولم آمنه مع ذلك أن يقتلني فخرجت هاربًا إليك ففرح به شمر وأنزله معه في مكانه ووعده من نفسه خيرًا، فلما أصبح وأراد أن يرحل قال لذلك الرجل كيف علمك بالطريق قال أنا من أعلم الناس به قال فكم بيننا وبين الماء قال مسيرة ثلاثة أيام وأنا موردك اليوم الرابع على الماء فأمر جنوده بالرحيل ونادى فيهم أن لا يحملوا من الماء إلا لثلاثة أيام، ثم سار في جنوده والرجل بين يديه، فلما كان اليوم الرابع انقطع بهم الماء واشتد الحر، فقال لا ماء إنما كان ذلك مكرًا مني لأدفعك بنفسي عن ملكي فأمر به فضرب عنقه وعطش القوم، وقد كان المنجمون قالوا لشمر عند مولده إنه يموت بين جبلي حديد فوضع درعه تحت قدمه من شدة الرمضاء ووضع ترسًا من حر الرمضاء فذكر ما كان قيل له في ولادته وقال للقوم تفرقوا حيث أحببتم فقد أوردتكم إلى هذه المهالك فهلك جميع من معه.
حكاية: قيل إن شبيب بن يزيد الخارجي مر بغلام مستنقع في ماء الفرات، فقال له يا غلام اخرج إليّ أسألك فعرفه الغلام، فقال إني خائف أفآمن إن خرجت حتى ألبس ثيابي، قال: نعم، فخرج وقال والله لا ألبسها اليوم، فضحك شبيب وقال خدعني ورب الكعبة، ووكل به رجلًا من أصحابه يحفظه أن لا يصيبه أحد من أصحابه بمكروه.
حكاية: ذكر البيهقي في المحاسن والمساوي أن رجلًا من أهل الشام سأل ابن عباس ﵄ من الناكثون؟ قال الذين بايعوا عليًا بالمدينة، ثم نكثوا فقاتلهم بالبصرة أصحاب الجمل، والقاسطون معاوية، وأصحابه والمارقون أهل النهروان ومن معهم فقال الشامي يا ابن عباس ملأت صدري نورًا وحكمة وفرجت عني فرج الله عنك أشهد أن عليًا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
حكاية: حدث ابن المكي عن أبيه، قال قال لي محمد الأمين في آخر أيامه يا مكي إني والله أحبّ أن أقعد
1 / 41