97

Nafh Tib

نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب

Baare

إحسان عباس

Daabacaha

دار صادر-بيروت

Goobta Daabacaadda

لبنان ص. ب ١٠

معان وألفاظ تنظم منهما عقود لآل في نحور الشمائل وزهر كلامٍ كالحدائق نسجه غنينا به عن حسن زهر الخمائل وكلماته غدت للإبداع إقليدًا، وجمعت طريفًا من البلاغة وتليدًا: كسون عبيدًا ثياب العبيد وأضحى لبيد لديها بليدًا ومقطعاته ألذ في الأسماع، من مطرب السماع، وأبهى في الأحداق والنواظر، من الحدائق ذوات الأغصان الملد النواضر، يعترف بفضلها من انتحل الإنصاف دينًا، وانتحل الأوصاف فاختار العدل منها خدينًا: رقيقات المقاطع محكمات لو آن الشعر يلبس لارتدينا ورسائله كنقط العروس اللائحة في البياض، أو كوشي الربيع أو قطع الرياض، برزت أغصانها الحالية وتبرجت، وتضوعت أفنانها العالية وتأرجت، وقد ألبسها القطر زهرًا، وفجر خلالها نهرًا، فأخذت زخرفها وازينت، ولاحت محاسنها غير محتجبة وتبينت، فبهرت من لها قابل، أستغفر الله لا بل: هي الحديقة إلا أن صيبها صوب النهى وجناها زهرة الكلم وقوافيه، ريشت بها قوادم الإتقان وخوافيه، نبال مجاريها تستدثر الحصر، وباع مباريها يستشعر القصر: خطها روضة، وألفاظها الأز هار يضحكن، والمعاني ثمار تبدي لمبصرها وتري، ما قال أبو عبادة البحتري: وكلام كأنه الزهر النا ضر في رونق الربيع الجديد

1 / 77