وما أنا عن تحصيل دنيا بعاجز ولكن أرى تحصيلها بالدنية
وإن طاوعتني رقة الحال مرة أبت فعلها أخلاق نفس أبية
وكما قلت، عندما صرت إلى الاغتراب وألت:
تركت رسوم عزي في بلادي وصرت بمصر منسبي الرسوم
ورضت النفس بالتجريد زهدًا وقلت لها عن العلياء صومي
مخافة أن أرى بالحرص ممن يكون زمانه أحد الخصوم
وكما قال بعض الأكابر، من أهل الزمان الغابر:
لا عار إن عطلت يداي من الغنى كم سابق في الخيل غير محجل
صان اللثيم، وصنت وجههي، ماله دوني، فلم يبذل ولم أتبذل
أبكي لهم ضافني متأوبًا إن الدموع قرى الهموم النزل
لا تنكرو شيبًا ألم بمفرقي عجلًا كأن سناه سلة منصل
فلقد دفعت إلى الهموم تنوبني منها ثلاث شدائد جمعن لي
أسف على ماضي الزمان، وحيرة في الحال منه، ووحشة المستقبل
ما إن وصلت إلى زمان آخر إلا بكيت على الزمان الأول
لله عهد بالحمى لم أنسه أيام أعصي في الصبابة عذلي
ويرحم الله ابن الإسكندري، إذ قال في معنى التمني المصدري: