169

ومما قيل في ذلك أيضا : إن الافتتاح بهذه الحروف يجري مجرى المروي من العرب من قولهم :

جارية وعدتني أن يدهن رأسي

ويعلى اوما ويمسح العنقا حتى بينا (1)

وكقول الآخر :

قلنا لها قفي قالت قاف

لا يحيي انا نسينا الا يخاف (2)

وكقول الآخر :

بالخير خيرات وانشرافا

ولا أريد الشرارثا (3)

وهذا أيضا ليس بشيء.

والذي ذكروه من العرب إنما هو على سبيل الايجاز والاختصار والحذف الذي يغني فيه عن تمام الكلام معروفة القصد والإشارة إليه.

وليس هذا مما كنا فيه بسبيل ؛ لأن قول القائل : «وعدتني ارثا» (4) أي تمسح رأسي.

وأما قوله : «قالت قاف» فمعناه وقفت ، كذلك قوله «وانشرافا» أي فتيرا (5).

وقوله «إلا إن شاء» (6) فحذف بعض الكلام لدلالة الباقي عليه وعلم المخاطب به وكل هذا غير موجود في الحروف المقطعة ، فكيف تجعل شاهدا عليها.

Bogga 287