369

فيما بعد على النعم الكبيرة الثقيلة.

وحينما تستخدم هذه المفردة في القاموس الإلهي فتعني «منح النعم» وحين تستخدم في قاموس البشر فتعني غالبا التحدث بالنعمة التي يجزلها الإنسان لغيره ، من هنا كان معناها الأول إيجابيا والثاني سلبيا ومذموما.

* * *

الآية الثالثة تشير إلى هدف مهم آخر من أهداف بعثة الأنبياء ، وهو مسألة «العدالة الأجتماعية» ، فتقول : إننا جهزنا الرسل بثلاثة أشياء :

** أولا :

لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ).

** ثانيا :

** وثالثا :

المفسرين قد فسروا الميزان بالمعنى الذي ذكرناه ، في حين أن أغلب المفسرين يعتقدون أن المراد من الميزان هي الوسيلة التي بواسطتها يقام العدل فيشخص بواسطتها الحق من الباطل ، الزيادة من النقصان ، الخير من الشر ، القيم الحقة والخيرة من القيم الباطلة والشريرة ، وبإمكاننا أن نفسر الميزان بالقوانين الإلهية.

صحيح أن هذه الأمور مذكورة في نص الكتب السماوية ، ولكن ذكرها بشكل مستقل جاء بسبب أهميتها.

وعلى كل حال ، هل من الممكن أن يسمع إنسان بأن شخصا يدعي الدعوة إلى وجود مثل هذه الحقائق المصيرية ولا يرى أن من واجبه التحقيق في هذه الدعوة؟.

يقول الفخر الرازي : الناس ثلاثة أنواع : نوع في مقام «النفس المطمئنة» وهم المعنيون بالآية : ( أنزلنا معهم الكتاب )، النوع الثاني في مقام «النفس اللوامة» وهم أصحاب اليمين الذين يحتاجون إلى معيار قياسي من أجل المعرفة والأخلاق ، ليكونوا في أمان من الافراط

Bogga 13