263

** 9 حجاب الأماني

1 ( ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأمانى حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور ). (الحديد / 14)

* جمع الآيات وتفسيرها

** الآمال البعيدة :

إن «الأماني» جمع «أمنية» وتطلق على الحالة النفسية التي تعرض للإنسان من جراء تمنيه لشيء ما (1)، والجدير بالذكر أن الأماني المعقولة والمنطقية ليست نقصا ، بل هي عامل لتقدم البشر وبناء مستقبل أفضل له من الحاضر ، إنما النقص في الآمال البعيدة وغير المنطقية ، ولهذا يفسرون الأماني في موارد كهذه بالمعنى الثاني ، حيث تجعل الإنسان في غفلة وتسدل حجابا من الظلمة على قلبه.

ويقول ابن الأثير : إن التمني يعني تشهي حصول الأمر وكذلك يطلق على ما يخطر على النفس بالنسبة للمستقبل ، كما أن «منية» و «الامنية» وردتا بمعنى واحد (2)، إلاأن بعضا فسر «الأمنية» بالكذب ، ذلك لأن الكاذب يقدر أمرا في قلبه ثم يحدث به (3).

يقول الراغب : لما كان الكذب تصور ما لا حقيقة له صار التمني كالمبدأ للكذب فصح أن يعبر عن الكذب بالتمنى.

وادعى البعض : أن معنى هذه المفردة في الأصل هو التقدير والفرض والتصوير (4)،

Bogga 278