171

الغريزية بالكامل ، ثم اعتمدت تدريجيا على حواسها وتخيلها وأحيانا تفكيرها ، وعندما نما عندها التفكير والحواس تدريجيا ، استخلفت الغريزة ، كذلك المجتمع البشري ، فبنموه وتكامل عقله ضعفت غريزة الوحي عنده.

6 إن للعالم البشري عهدين ، عهد هداية الوحي ، وعهد هداية التعقل والتفكير في طبيعة التاريخ.

7 إن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الذي ختمت به النبوة رسول للعهد القديم والحديث ، فانه من حيث مصدر الالهام الذي كان يستفيض منه (لا مصدر التجربة الطبيعية والتاريخ) فهو يتعلق بالعهد القديم ، ومن حيث روح تعاليمه التي تدعو إلى التفكر والتعقل ودراسة الطبيعة والتاريخ (التي ينتهي عمل الوحي بمجيئها) فهو يتعلق بالعصر الحديث (1).

إن المستخلص من هذه الفرضية أن الوحي نوع معرفة لا إرادية تشبه الغرائز وهي دون المعرفة الإرادية التي تحصل عن طريق الحواس والتجربة والعقل ، وتضعف هذه القدرة «الوحي» كلما تكامل جهاز العقل والفكر ، فيستخلف العقل حينئذ الوحي ، ومن هذا الباب ختمت النبوة.

بالرغم من أن هذه الفرضية صدرت عن مفكر إسلامي إلاأنها أضعف في بعض جوانبها من الفرضيات التي قدمها علماء وكتاب غربيون في هذا المجال ، على الرغم من التشابه من حيث فقدان الدليل ، ويمكن القول : إن هذه النظرية أسوأ نظرية طرحت في هذا المجال لحد الآن ، وذلك للامور الآتية :

** أولا :

بينما عد في هذه النظرية شيئا دون ذلك ، وهذا تفكير عجاب!

** ثانيا :

عد في هذه النظرية من هذا القبيل.

Bogga 181