فصل: هو في الحقيقة وصل مفصل من الخطاب هو زبدة الفصل بما قضاه الرب للعبد يجري بلا عمد وعن عمد ليس له "من" حكمه معدل ولما يقضيه من رد:
أحمده في كل حال على
عهد لو اختير له مشبه
لو كان من قصدي نسيانه ... دوام ذكرى ذلك العهد
ما كان إلا جنة الخلد
أنسيت من تذكاره قصدي
غيره:
برزوا للوفود سيما الخدود الصيد
فرعوا كل ربوة في المعالي
لمساميح ما تزيدهم الأيا
فهم ما هم بدور تسري
لا يباريهم المكمل في الرأي ... مثل البدور خلقا وسيما
فرغوا في القرار منها النعيما
م إلا فضائلا وحلوما
حائرا الركب أو تسري الهموما
صوابا ونجدة وحلوما
غيره:
لا تقل أينما سمعناه في الكتب
لو تأتي يقينها لرأينا
وجعلناه شاهدا للذي قي
لا تقل هكذا فقد أفصح الده
إن في العصر من له يشفع ... وما قيل من صفات الكرام
واحدا في صحائف الأيام
ل ولكن هيهات ذا من مرام
ر بحسن المبدأ أو حسن الختام
الدهر بتصريف حادث الأيام
انتهى كلامه، وعلى الجملة فإنه لم يحل لغزه أحد، وكنت أيام قرأتي في (شرح المواقف العضدية) على شيخ الإسلام البرهان، كثيرا ما يخطر ببالي أنه يتمشى في النفس الناطقة على طريقة الحكماء المشائين والإشراقيين ومن تبعهم من (حكماء الصوفية) كالشيخ بن عربي، والشهر وردي وغيرهما؛ وقد كان لصاحب الترجمة اليد الطولى في علم الحكمة الإلهية ومعرفة علوم أرباب الطريقة، وهو القائل:
تأمل بعينيك ما خط في
فأنت الكتاب المبين الذي ... سطورك من كل معنى خفي
طويت على سور المصحف
Bogga 306