Nabi Musa Wa Tall Camarna
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Noocyada
46
وفي تسوية «قادش» تحزب اللاويون لسيدهم القتيل، وفي العصور التالية انصهر اللاويون المصريون في الشعب؛ ولأنهم الكهنة، فقد حافظوا على المدون القديم المقدس، ونقحوه في الاتجاه المناسب بمرور الزمن، على أيدي مجموعة أنبياء، عادوا للتبشير بالموسوية المصرية التوحيدية القديمة.
47
ويفترض «فرويد» أن «موسى» الأمير المصري زمن «إخناتون»، كان يحمل اسما من الأسماء المركبة، وتحمل في شقها الثاني اللفظ «موسى»، وليكن افتراضا «تحوت موسى = تحتمس»، لكنه كان بعكس قريبة الملك إخناتون - العكوف الخيال - رجلا ذا عزم، ولعل عزمه هذا هو الذي جعله يفرض شرائع أشد صرامة من إخناتون، وهو الأمر الذي لم يتحمله البدو الهمج؛ مما أدى إلى ثورتهم عليه بعد ذلك وقتلوه في سيناء،
48
ثم انصهروا بعد ذلك في قبائل أخرى نسيبة، كانت تقطن سيناء، وفي قادش اعتنقوا - بتأثير المديانيين - ديانة إله البراكين السينائي «يهوه»،
49
وإن كان «فرويد» يبدي شكا شديدا في أن يكون اسم «إسرائيل» خاصا بأي من تلك القبائل، بقدر ما كان اسما لشعب من الشعوب، التي اندمجوا فيها بعد دخولهم إلى فلسطين ، حيث كان يعبد هناك كبير الأرباب السامي «إيل»، الذي ينسب إليه اسم إسرائيل.
50
والمسألة السيكولوجية في كل تلك الأحداث الافتراضية، التي قدمها «فرويد»، دون أن تستند إلى وقائع تاريخية مدروسة دراسة ضافية، هي تلك التي يلخصها في عقدة «أوديب»، التي يقتل الابن فيها أباه، وهنا يقول: «نظرا لأنه لم يعد هناك مجال ليحتل الحقد المميت على الأب، مكانه في إطار الدين الموسوي، فقد كان رد الفعل الجامح الوحيد، الذي يمكن أن يعلن عن نفسه، هو الشعور بالذنب، الذي ما وني الأنبياء يغذونه ويؤججون جذوته، والذي سرعان ما أمسى جزءا لا يتجزأ من النظام الديني، كان له أيضا دافع سطحي؛ فقد مر الشعب بأوقات عصيبة، ولم تأخذ الآمال التي كان قد علقها على الله طريقها السريع إلى التنفيذ، وبات من الصعب على الشعب، أن يثابر على إيمانه بأنه الشعب المختار، وحتى لا يتخلى عن هذه السعادة، كان لا بد أن يأتي شعور بالذنب، ووعي بالخطيئة التي اقترفت، لتبرئة ساحة الإله في الوقت المناسب، وبالفعل إن الرب لم يعاقب الشعب، إلا لأنه انتهك حرمة شريعته.»
Bog aan la aqoon