Nabi Musa Wa Tall Camarna
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Noocyada
أميال، إلى الغرب منها تقع تل رطابة بكل آثارها الفنية بدورها بالمخازن والتماثيل الرعمسية، ناهيك عن كون «تل رطابة» يمكن أن يكون تحريفا لسانيا للاسم «طرابيته»، الذي أطلقه العرب على أرابيا فيثوم، لكنا نميل بشدة إلى خط سير أنطونين، كإمبراطور يحوز الثقة بما لديه من جهاز هندسي عسكري متكامل، وربما سقط من مدون إيثريا رقم المدونات اليونانية التي تشير إلى الرقم «2» اللاحق برقم «24 ميلا»، فأدى إلى فوضى هائلة في تحديد موقع المدينة العربية، وإذا أردنا الفرض الذي يذهب إلى تل رطابة، فالمسافة بين المسخوطة ورطابة، تزيد عن أربعة أميال بقليل، وفي هذه الحالة ربما كان رقم أنطونين الأصلي «4»، وأضيفت إليه «2» بالخطأ، أو لوجود حرف لغوي يليه فسر على أنه «2» فأصبحت «24»، هذا إذا احتسبنا فيثوم هي رطابة الحالية.
وبهذا التصور نكون قد احتسبنا أن مدينة بيثوم التوراتية هي باتوموس عند هيرودت، ويدعم ذلك قوله العابر: «ويوجد في «بلاد العرب» مكان يقع باتجاه مدينة «بوتو»، وقد ذهبت إلى هذا المكان أثناء بحثي عن الحيات ذات الأجنحة.»
13
ولأن علم المصريات لا يعرف سوى مدينة مصرية واحدة باسم بوتو، تقع شرقي فرع رشيد الحالي عند مدينة سايس غربي الدلتا، بعيدا عن موقعنا هنا شرقي الدلتا، فقد عقب «أحمد بدوي» على قول «هيرودت»: «الغالب أن بوتو هنا مدينة أخرى، ربما كان مكانها بالقرب من البحيرات المرة.»
14
والتي يجب أن تكون في هذه الحال هي بي ثوم أو فيثوم.
وإذا صدقت تصوراتنا جميعا أو بعضها، مع خرائطنا التي خرجناها، والخرائط التي وصلتنا عن القدماء، فلا بد أن منطقة محيط الزقازيق الحالية ووادي طليمات بمدائنه الرائدة فيثوم ورعمسيس، قد تحولت تقريبا إلى جزيرة بين فرعي المياه، وهي الرواية التي يصادق عليها خبر من هيرودت، يقول عن تل بسطة: «ويقع نطاق معبدها المقدس هكذا كله «ما عدا المدخل»: عبارة عن «جزيرة» إذ تمتد «قناتان»، لا تتصلان ببعضهما، إذ تصل كل منهما إلى مدخل المعبد، ثم تندفع إحداهما حوله من جانب، والثانية من جانب آخر، ويبلغ عرض كل من القناتين ثلاثين مترا.»
15
شكل 3-3: خروج بني إسرائيل من مصر حسب نظريتنا.
وقد لفت نظرنا مأثور كان معلوما لدى تجار عرب الحجاز عشية الإسلام، وكانوا قد أصبحوا تجار العالم في القرن السادس الميلادي، وورثوا البتراء بكل صنوف تجارتها العالمية، وتاجروا مع مصر وعرفوا مدينتها العبقرية، وعايشوا الإسرائيليين وعرفوا مأثورهم عن مدينة الاضطهاد المصرية، وسار بينهم حديث عن بحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان، أي لا يبغي أحدهما أو يطغى على الآخر، وأن أحدهما ماء مالح والآخر ماء عذب، ليسجل القرآن الكريم ذلك المأثور العربي بقوله:
Bog aan la aqoon