Nabi Musa Wa Tall Camarna
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Noocyada
كن مسرور الخاطر يا سيدي، فإن قبائل بدو آدوم قد مروا بحرية تامة من حصن الفرعون مرنبتاح.
تم فيه إبدال الكلمة الأصلية «شاسو آدوم» ب «بدو آدوم»، فالنص الأصلي حسب جاردنر هو:
انتهينا من السماح لقبائل الشاسو الآدومية بتخطي قلعة مرنبتاح، التي في زيكو حتى بحيرات بيتوم مرنبتاح التي في زيكو، ليظلوا هم وقطعانهم أحياء بفضل إحسان فرعون.
3 (عقب هنا جاردنر بالقول إن بي توم هنا ربما كانت فيثوم التوراة، لكنه فضل وضعها في وادي طميلات.)
ومما يدحض نظرية بروجش أيضا أنه اعتمد نصوصا بالتوراة، وأغفل أخرى عامدا؛ لأنها ضد نظريته، فحدد بحر سوف التوراتي بموضع خليج الطينة الآن بين الفرما وبين بحيرة المنزلة على شاطئ المتوسط، لكن ذلك يتضارب تضاربا صارخا مع بقية قصة التوراة؛ لأن التوراة تستمر فتقول إنه بعد عبور البحر من عند فم الحيروث، «خرجوا من بحر سوف» إلى بادية/برية باسم «شور»، ومن شور ساروا لمدة ثلاثة أيام حتى وصلوا إلى موضع باسم مارة (الخروج، 15: 22-23) ثم ارتحلوا من محطة مارة إلى موضع باسم إيليم (خروج، 15: 27)، ومن إيليم ارتحلوا «لينزلوا مرة أخرى على بحر سوف» (عدد، 33: 10)، وهنا تظهر المفارقة الكبرى، فلو كان المقصود ببحر سوف خليج الطينة عند المنزلة، فمعنى ذلك أن الخارجين من مصر، قد داروا بقسم كبير في عمق سيناء عبر خمسة مواضع، استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر، ثم قفزوا فجأة من إيليم دون المرور بأية مواقع، ليعودوا فجأة إلى خليج الطينة عند بحيرة المنزلة مرة أخرى، باحتسابه بحر سوف، هذا إضافة إلى موضع تكرر التوراة ذكره، يقع عند المواقع الأخيرة في رحلة الخروج ميناء باسم «عصيون جابر»، وذلك بعد رحيل استغرق من الزمن سنتين عبر سيناء، وتصف هذا الموضع بأنه ميناء يقع بجوار أيلة (إيلات الآن على العقبة)، ثم تصفه في مواضع أخرى بأنه يقع على بحر سوف، انظر مثلا المراحل الأخيرة في رحلة الخروج تحكي:
ثم ارتحلوا من عبرونة ونزلوا في عصيون جابر، ثم ارتحلوا من عصيون جابر ونزلوا في برية صين وهي قادش. (عدد، 33: 35-36)
فعبرنا عن إخوتنا بني عيسو الساكنين في «سعير» على طريق «العربة» على «أيلة» وعلى «عصيون جابر»، ثم تحولنا ومررنا في طريق برية موآب. (تثنية، 2: 8)
وبعد قيام مملكة إسرائيل الموحدة وزمن حكم الملك سليمان يحكي الكتاب المقدس:
وعمل الملك سليمان سفنا في «عصيون جابر» التي بجانب أيلة على شاطئ بحر سوف في أرض آدوم. (ملوك أول، 9: 26)
وهكذا تكشف لنا رواية التوراة في مجملها دون انتقاءات حسب رغبة الباحث، أن الخارجين كانوا طوال الرحلة لمدة سنتين بالقرب دوما من ساحل بحر سوف؛ مما ينفي بالقطع أن يكون بحر سوف هو خليج الطينة أو بحيرة المنزلة؛ لذلك نجد تقليدا إنجيليا قديما لا نعرف صاحبه أو كيف وصل إلينا يقول: إن بحر سوف هو البحر الأحمر بذراعيه خليج السويس وخليج العقبة، فكان البحر الأحمر بحسبانه بحر سوف موروثا يتواتر في فلسطين زمن المسيح، وكان المحرر التوراتي لديه وثائق جغرافية، تؤكد أنهم داروا بحذاء سواحل البحر الأحمر السينائية من ضلعه الأيسر (خليج السويس أو الخليج العربي)، مع الاتجاه جنوبا نحوب رأس المثلث السينائي، ثم صعودا إلى الشمال مع ضلعه الأيمن (خليج العقبة)، حتى عصيون جابر بجوار إيلات. «إن ذلك المأثور التوراتي يتفق تماما وخط السير الوارد بأسفار الخروج والعدد بالتوراة، ويدحض تماما أية نظرية تبتعد ببحر سوف عن البحر الأحمر بذارعيه: السويس والعقبة».
Bog aan la aqoon