تكوين 15: 18
وتم توثيق هذا العهد حسب الرواية العبرية بين «إيل» و«إبراهيم» بعلامة شاهدة، وخاتم لا يمحى
1
أصبح فيما بعد منسكا وفريضة على كل يهودي، هو الختان، وقد جاء ذلك في النص القائل:
وقال الله لإبراهيم: أما أنت فتحفظ عهدي بيني وبينكم، يختتن كل منكم، كل ذكر، فتختتنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم، فيكون عهدي في لحمكم عهدا أبديا.
تكوين 16: 9-13
وبموجب هذه المجموعة من الحيثيات، فإن التوراة قد وضعت للقبيلة العبرية عدة قواعد : أهمها أن النبي إبراهيم هو أب العبريين جميعا، وأنهم تحدروا من صلبه خلفا عن سلف، وأنه تمكن بصداقته للرب «إيل» أن يضمن لهم أرضا خاصة، لم تكن أرضهم أصلا، إنما وفدوا عليها، وأن الشاهد على صدق ما حدث هو بصمة الختان، التي وثقت العقد، حتى أمست هذه العلامة البدنية مصدر اعتزاز لكل يهودي، وبحيث عدوها نيشان شرف يتميزون به على العالمين.
وهو عند المسيحيين:
لا يقل رتبة عنه عند اليهود؛ لأن إنجيل «متى» يقرر أن إبراهيم هو الجد الأعلى ليسوع المسيح، ومتى يصف إنجيله من البداية: أنه «كتاب ميلاد يسوع المسيح بن داود بن إبراهيم متى 1: 1». ولوجه الحق فإن ما يستعصي على الفهم هنا هو: كيف يتفق أن يكون المسيح من نسل إبراهيم، مع جوهر الاعتقاد المسيحي وأساسه الأول. والمعلوم أن المسيحية تعتبر يسوع المسيح إلها ليس له أب بشري، وإذا حاولنا التملص باحتساب هذه الأبوة الإبراهيمية للمسيح، إنما تأتي عن طريق أمه «مريم»، فإن الإنجيلي «متى» لا يترك لنا هذه الفرصة، فيؤكد الأبوة الإبراهيمية ليسوع المسيح عن طريق آخر، ويرصد لذلك سلسلة من نسب الأبناء والأحفاد، تمتد من إبراهيم - مرورا بداود وسليمان - حتى تصل إلى «يوسف النجار» الذي يصفه بأنه «رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح».
2
Bog aan la aqoon