Muyassar ee Sharaxa Masaabiixul Sunnah
الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي
Tifaftire
د. عبد الحميد هنداوي
Daabacaha
مكتبة نزار مصطفى الباز
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ هـ
Noocyada
بين يدي رسول الله ﷺ من هذا القسم وهو في المسجد فلا ينهى عنه لما يعلم في إنشاده من الغرض الصحيح والقصد المستقيم. ولما كان زمان عمر- ﵁ نهى حسان بن ثابت- ﵁ أن ينشد الشعر في المسجد وإنما كان ذلك نظرا منه إلى مصلحة الجمهور فإن أكثر الناس إذا أطيل لهم في هذا المدح أفضى بهم ذلك إلى الاسترسال في الخلاعة والمجون حتى يسقط عنهم التمييز بين المعوج والمستقيم والتفريق بين الغرض الفاسد والصحيح؛ وقد كان ﵁ عارفا بزمانه عبقريا في شأنه ألمعيا في رأيه مصيبا في اجتهاده ولما عارضه حسان يقوله (لقد أنشدته بين يدي من هو خير منك) سكت عنه ولم يكن بسكوته ذلك لوضوح حق كان قد خفى عليه أو بذكر أمر كان ناسيا له بل سكوته [كان] إجلالا لرسول الله ﷺ وتأدبا دون الرواية عنه بترك المعارضة، وإلا فقد كان عمر ﵁ أعمره على ما كان عليه من النهي عنه؛ والصواب ما رآه، والحق ما ذهب إليه.
وفيه (وأن يتحلق الناس يوم الجمعة قبل الصلاة)، تحلق القوم أي: جلسوا حلقة حلقة. وإنما نهى عنه لمعنيين أحدهما: أن تلك الهيئة تخالف اجتماع المصلين كما نهى عن تشبيك الأصابع عند الخروج إلى الصلاة وذلك في حديث كعب بن عجرة- ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه فإنه في الصلاة) كره ﷺ أن يخالف هيئته هيئة المصلين، والآخر: أن الاجتماع للجمعة خطب جليل لا يسع من حضرها أن يهتم بما سواها حتى يفرغ منها وتحلق الناس قبل الصلاة موهم بالغفلة عن الأمر الذي ندبوا إليه والاهتمام بما سوى ذلك. وفي هذا توهين لأمر الدين وتعرض لسوء الظن.
[٤٩٩] ومنه قوله ﷺ في حديث قرة بن إياس المزني- ﵁: (من أكلهما فلا يقربن مسجدنا)، اختلف أهل العلم في المراد عن قوله: (مسجدنا) فمن قائل: إن النهي يختص بمسجد الرسول ﷺ في زمانه، ومن ذاهب إلى أن النهي متعلق بعموم المساجد، فيكون المراد عن قوله: (مسجدنا) أي
1 / 217