153

Muyassar ee Sharaxa Masaabiixul Sunnah

الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي

Baare

د. عبد الحميد هنداوي

Daabacaha

مكتبة نزار مصطفى الباز

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ هـ

Noocyada

[٣٨١] ومنه: قول بريدة- ﵁ في حديثه عن النبي ﷺ (فأبرد بالظهر فأنعم أن يبرد بها).
الإبراد: انكسار وهج الحر. والمعنى أنه صلى الظهر حين انكسر الوهج.
وقال بعض أهل اللغة في قوله ﷺ (أبردوا بالظهر) أي صلوها في أول وقتها، وبرد النهار أوله. ولم يصب في تأويله هذا لأن الإبراد في حديث بريدة وفي عدة أحاديث ذكر لبيان ما اختاره ﷺ من الوقت الآخر في أوآن الحر؛ ثم إن قوله ﷺ (فإن شدة الحر من فيح [٦٤/ب] جهنم) بعد قوله: (أبردوا بالظهر) على وجه التعليل: ينقض على هذا المؤول تأويله. وقوله (فأنعم) أي: زاد على الإبراد؛ وهذا أيضا يرد عليه ما توهمه؛ لان الزيادة على أول الوقت أمر غير مشروع، وقول غير مسموع، يقال: أحسنت إلى، وأنعمت أي: زدت على الإحسان. وقد وجدت قوله: (فأبردوا بالظهر) في نسخ المصابيح بغير حرف الجر، وإثبات حرف الجر هو الصواب رواية ومعنى.
[٣٨٢] ومنه: قوله ﷺ في حديث ابن عباس ﵁: (وكان الفئ مثل الشراك).
الفئ: هو الظل، ولا يقال إلا لراجع منه، وذلك بعد الزوال، قال حميد بن ثور:
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه .... ولا الفئ من برد العشي تذوق
وقال ابن السكيت: (الظل: ما نسبخته الشمس، والفئ: ما نسخ الشمس)، وإنما سمي: فيئا؛ لرجوعه من جانب إلى جانب، ثم إن الظل الباقي بعد الزوال يتفاوت في البلدان تارة على حسب الطول والعرض،

1 / 180