158

Fududaynta Nolosha Khulafada Rashidiinta

الميسر في حياة الخلفاء الراشدين

وهذا الحرف تدخل فيه القراءات السبع كلها، بل العشر داخلة في حرف واحد، وهو الحرف الذي درس فيه جبرائيل النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة الأخيرة التي توفي فيها، فهذا من فضائله -رضي الله عنه- فجمع الناس على مصحف، على هذا الحرف، وكتب في ذلك سبعة مصاحف، تسمى هذه المصاحف الأئمة، أرسل لكل مصر مصحفا: أرسل لأهل مكة مصحفا، وإلى أهل الكوفة مصحفا، ولأهل الشام مصحفا، ولأهل مصر مصحفا، وأحرق بقية المصاحف.

ذكر الحافظ ابن كثير هذه الفضيلة في ( البداية والنهاية ) وقال: إن من مناقبه الكبار وحسناته العظيمة -رضي الله عنه- أن جمع الناس على قراءة واحدة، وكتب المصحف على العرضة الأخيرة التي درسها جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر سني حياته، وذكر أن سبب ذلك ما وقع من خلاف بين القراء في بعض الغزوات، وكان معهم حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، فركب إلى عثمان وأخبره بما كان وقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف في كتابها كاختلاف اليهود والنصارى في كتبهم.

عند ذلك جمع عثمان الصحابة وشاورهم في ذلك، ورأى أن يكتب المصحف على حرف واحد، وأن يجمع الناس في سائر الأقاليم على القراءة به دون سواه، فاستدعى بالصحف التي كان الصديق أمر زيد بن ثابت بجمعها وأمر زيد بن ثابت أن يكتب وأن يملي عليه سعيد بن العاص الأموي، بحضرة عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن حارث المخزومي، وأمرهم إذا اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلغة قريش، فكتب سبعة مصاحف بعث بها عثمان إلى الأمصار، ويقال لهذه المصاحف الأئمة، ثم عمد إلى بقية المصاحف التي بأيدي الناس فحرقها لئلا يقع بسببها اختلاف.

ثم الخليفة الرابع ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ختنه، "ختنه" يعني: زوج ابنته فاطمة، ختنه علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم، "فهؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون" من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بأن الخلافة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر ثم لعمر ثم لعثمان ثم لعلي، وأن الطعن في خلافة واحد من هؤلاء ضلال وزيغ، من عقيدة أهل السنة والجماعة أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، نعم.

Bogga 165