يهتاج قلبي الشوق لكن الإبا
ء يصون نفسي عن وعورة مطلبي
فأروح أنشد معك أنغام الهوى
متهللا بالروح قرب معذبي
أتلو كما شاء الغرام قصائدا
تروي حديث القلب فاسمع واطرب
ودع الصدود فقد كفى ماضي الجفا
وارفق بمضناك المحب المعجب
وترك هذه الورقة على المكتب تحت محفظة هيفاء، وسار مودعا بعد أن اتفقا على الذهاب في اليوم التالي إلى حدائق نيويورك العمومية، فلما سار سليم أخذت هيفاء محفظتها، وإذا بها ترى تلك الورقة فتلتها مرارا وقبلتها تكرارا، وأصبحت تعد الساعات للاجتماع بسليم.
وفي الميعاد المضروب أقبل سليم والبشر يطفح من محياه، فتصافحا وخرجا إلى حيث كانت سيارته بالانتظار، فاستقلاها وسارا بين الشوارع العظيمة التي كانت تبدو كأنها أودية صغيرة مسطحة بين جبال مرصوصة عن الجانبين، ثم خرجا من تلك المنطقة إلى ضواحي البلدة، فانتهيا إلى حديقة غناء حيث نزلا من السيارة، ودخلا إلى الحديقة يسيران الهوينا، ولا يصدق الواحد منهما أن من يمشي بجانبه هو الشخص الذي طالما تمنى أن يراه على هذا الحال.
Bog aan la aqoon