379

اختياركم ، وقد سمى الله العقاب غيا بقوله : ( فسوف يلقون غيا ) (1) وكل ذلك واضح.

وأما قوله تعالى من بعد : ( وإليه ترجعون ) فقد مضى (2) القول فيه (3).

** 343 مسألة :

واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) [37] ، وإذا جازت الأعين عليه جاز سائر الأعضاء ، على ما تقوله المجسمة!

والجواب عن ذلك : أن ظاهره يقتضى أنه (4) أمره أن يصنع الفلك بأعينه ، ولا يقول أحد من المجسمة إن (8) الفاعل منا يفعل بعينه تعالى ، أو بأعينه ، وإنما يفعل بقدرة ، وبحسب آلاته وعلومه.

وبعد ، فإنه يقتضى أن لله أعينا (5)، وليس ذلك مذهب القوم ، لأنهم يقولون إن له عينا واحدة ، ومنهم من يثبت له عينين ، وهذا يقتضى أن له أعينا (9)، من غير أن بوقف على عدده ، لأن لفظة الجمع لا تخصص ، وهذا بخلاف دين المسلمين ، فلا بد ضرورة للقوم من الرجوع إلى أن يتأولوا الآية ، ويعترفوا بأن الظاهر لا يدل ولا يشهد بصحة قولهم.

والمراد بذلك : أن اصنع الفلك بما أعطيناك من البصيرة (6) والمعرفة ، وسمى

Bogga 380