265

236 مسألة : قالوا : ثم ذكر تعالى بعده ما يدل على أنه زين للمشركين قتل أولادهم ، فقال تعالى : ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ) (1)... [137].

والجواب عن ذلك : أنه تعالى بين فى آخر الكلام أن الذى زين : هم شركاؤهم ، فلا شبهة فى هذا الباب ، ولا ننكر أن شركاء الكفار زينوا لهم هذه المعصية وسائر المعاصى ورغبوهم فيها ، وأمروهم بذلك ، وبعثوهم عليه.

** 237 وقوله تعالى من بعد :

أن يحملهم على خلاف ما فعلوه ، لكنه تضمن بالتكليف التخلية التى معها يصح استحقاق الثواب ، فلما يشأ ذلك ، فلا يصح للمجبرة التعلق بهذه الكلمة!

** 238 مسألة :

التكليف ، وأنه إذا جاز ذلك لم يمتنع أن يضل من قد عصى ، على هذا الحد ، فقال : ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ، ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا ، أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ) [146].

والجواب عن ذلك : أنه يمتنع أن يكلف تعالى على طريق العقوبة على ذنب (2) سلف ؛ لأن الغرض بالتكليف التعريض للمنافع ، والغرض بالعقوبة استيفاء ما يستحقه من الضرر على ما سلف (3)، والصفتان تتنافيان ، فلا يجوز فى التكليف أن يكون عقوبة.

Bogga 266