213

180 دلالة : وقوله تعالى : ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ... ) [172] مما اعتمده شيوخنا رحمهم الله فى أن الملائكة أفضل من عيسى ؛ لأن الاستنكاف هو الأنفة ، ولا يجوز فى اللغة أن يقول الإنسان : إن فلانا لا يأنف من خدمتى ولا فلان ، إلا والمذكور الثانى أفضل حالا (1) من الأول وأشهر فضلا منه (2) فى الوجه المقصود إليه. وهو تعالى إنما ذكر أعظم الأحوال فى باب الفضل الواقع بالطاعات دون غيره من الأحوال.

وقوله تعالى : ( ولا الملائكة المقربون ) مع أن قرب المكان يستحيل فيهم ، يدل على أنه أراد فضلهم وعظم ما لهم فى ذلك ، فإذا صرح بذكره كان الأولى أن يحمل الكلام عليه ، وإذا صح أنهم أفضل من عيسى فكذلك من سائر الأنبياء بالإجماع (3).

انظر الأشعرى : مقالات الاسلاميين ؛ 1 / 272. البغدادى : أصول الدين ص 295 الفرق بين الفرق ، ص : 343. أمالى المرتضى : 2 / 333 339.

وانظر فى نقض كلام القاضى هنا ، والرد عليه وعلى الزمخشرى ، من الناحية اللغوية والبلاغية ومن وجوه أخرى : فتح البارى لابن حجر : 13 / 330 331.

Bogga 214