وقوله تعالى من بعد : ( ولقد اصطفيناه في الدنيا ) (1) المراد به : قد اختصه بالوحى والإرسال ، فلا يصح أن يتعلقوا به فى أن صلاحه من فعل الله تعالى.
** 54 مسألة :
فقال : ( قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) (3) ولو كان قد هدى الكل لم يصح ذلك فيه!!
والجواب عن ذلك : أن ظاهر إطلاق الهدى يقتضى الدلالة والبيان ، وهو الذى يختص تعالى بفعله ، وإذا هدى الكل صح وصفه بأنه يهدى من يشاء ، كما لو هدى البعض صح ذلك فيه ، فليس لهم فى الظاهر تعلق.
وبعد ، فلو حمل على أن المراد به الثواب الذى يختص به تعالى من قد آمن واهتدى لم يمتنع ذلك ولم يخالف الظاهر ، وذكر الصراط المستقيم فى الآية يدل على أن المراد بالهدى الدلالة والتعريف ، وعلى أن المراد به الأخذ بهم إلى طريق الجنة ، وقد بينا القول فى ذلك من قبل (4).
** 55 وأما قوله عز وجل :
من قبل ، فليس لهم أن يتعلقوا به فى أنه الذى
Bogga 112