123

[ تفسير:{ يد الله فوق أيديهم } ]

وأما قوله تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم} [الفتح:10].

فالمعنى المعروف والمفهوم عند كل إنسان للآية هو أن الذين يبايعون الرسول كأنهم إنما يبايعون الله ويعاهدونه، فلا يظنوا، ويعتقدوا أنهم إنما يبايعون إنسانا مثلهم، إنما يبايعون الله الذي أرسله، فالعهد الذي يقطعونه على أنفسهم، واليد التي يقسمون لها بالله وهي يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي كأنها يد الله سبحانه وتعالى.

فالله هو الآمر بهذا العهد وهو الموجب له عليهم، ويد الله فوق أيدي الجميع،وسلطانه وقدرته غالبة لهم اجمعين، ومن ينكث فإنما ينكث على نفسه.

فمعنى قول الله تعالى: {يد الله فوق أيديهم}، يعني أن قوة الله قاهرة ومستولية عليهم جميعا، فلا يضيعوا هذا العهد الذي قطعوه.

وإذا أرادوا أن يعكسوا ما أردنا ويجعلوا الآية دليلا على قولهم من أن لله يدا فيكون معنى الآية على ظاهرها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم واضع يده في يد المبايع له، وأن الله واضع يده فوق أيديهم وقابض بيده أيديهم تعالى الله عن ذلك ، فيد الله على هذا مطروحة فوق أيديهم.

Bogga 123