أصاب فلو الذهول. هكذا وصفت هي حالها. ولم يكن السبب هو سرقة روز للحلوى؛ فمع أنها كانت ضد السرقة بطبيعتها، لكنها أدركت أن السرقة في هذا الحادث لم تكن هي الجرم الأخطر، بل إن المشكلة أهم وأكبر من ذلك. «ما الذي كنت ستفعلينه بها؟ تعطينها لها؟ لماذا؟ هل تحبينها أو شيء من هذا القبيل؟»
كانت تلك إهانة ومزحة في الوقت نفسه. وأجابت روز بالنفي، لأنها ربطت الحب بنهايات الأفلام السينمائية، والقبلات، والزواج. شعرت في تلك اللحظات بالصدمة وأن مشاعرها قد تعرت، وبدأت بالفعل - وإن لم تدر - في الانزواء والتقوقع حول نفسها. فكانت فلو أشبه بالعاصفة الهوجاء.
قالت فلو: «بل تفعلين! كم تثيرين اشمئزازي!»
لم تكن فلو تتحدث عن خطر الشذوذ الجنسي في مستقبل روز؛ فلو كانت قد علمت ذلك، أو فكرت فيه، لبدا الأمر في نظرها أشبه بالمزحة، أو الأمر الغريب الذي يستعصي على الفهم، أكثر من كونه سلوكا غير لائق. لقد كان الحب هو ما يثير اشمئزازها. تلك العبودية، وإهانة الذات، وخداعها. كان هذا ما صعقها. فقد رأت الخطر، والعلة؛ الآمال المتسرعة، والتأهب، والاحتياج.
سألتها فلو: «ما الرائع في تلك الفتاة؟» وأجابت بنفسها عن السؤال في الحال: «لا شيء. فهي أبعد ما تكون عن الجمال. وسوف تصير كومة متحركة من الدهون فيما بعد؛ إنني أرى العلامات الدالة على ذلك. سيكون لها شارب أيضا؛ بل إن لديها واحدا بالفعل. من أين تأتي بملابسها؟ لعلها تظن أنها تناسبها.»
لم تجب روز عن أي من هذه الأسئلة. وأضافت فلو إن كورا ليس لها أب، ويمكن لروز التفكير في وظيفة أمها. ومن هو جدها؟ منظف الحمامات! •••
ظلت فلو تذكر موضوع كورا بين الحين والآخر لسنوات طوالا.
فكلما رأت كورا تمر بالمتجر بعد التحاقها بالمدرسة الثانوية، كانت تقول: «ها هي معشوقتك!»
وكانت روز تتظاهر بالنسيان.
لكن فلو كانت تواصل مضايقتها: «أنت تعرفينها! لقد حاولت منحها بعض الحلوى! بل إنك سرقتي الحلوى من أجلها! لقد أضحكني ذلك كثيرا.»
Bog aan la aqoon