قالت روز بصوت خفيض: «اثنان من فانكوفر ...»
كانت فلو في المطبخ. أخذ براين ينظر إلى فلو ثم إلى روز، وروز تكرر بصوت مشجع أعلى قليلا ولكنه بنفس النبرة: «اثنان من فانكوفر ...»
فأكمل براين المقطع، بعد أن فشل في التحكم في نفسه: «مقليان في المخاط!» «مؤخرتان مخللتان ...» «... مربوطتان في عقدة!»
ها هي ذي البذاءة!
اثنان من فانكوفر مقليان في المخاط!
مؤخرتان مخللتان مربوطتان في عقدة!
عرفت روز تلك الأغنية منذ سنوات عديدة، فتعلمتها عند دخولها المدرسة للمرة الأولى، وعند عودتها إلى المنزل آنذاك سألت فلو عن معنى كلمة «فانكوفر». «إنها مدينة بعيدة للغاية عن هنا.» «هل لها أي معنى آخر؟»
فسألتها فلو عما تعنيه. ما المعنى الآخر الذي يمكن أن تحمله؟ فردت عليها روز: «أعني كيف يمكن أن تكون مقلية؟» لتصل بذلك إلى اللحظة الخطيرة والمبهجة في الوقت نفسه، وهي اللحظة التي تغنت فيها بالأغنية كاملة.
فما كان من فلو إلا أن صاحت فيها بغضب متوقع: «سوف تضربين! كرري ما قلته الآن، وسوف تضربين ضربا مبرحا!»
لم تستطع روز كبح جماح نفسها، فأخذت تدندن بالكلمات بصوت خافت، محاولة النطق بالكلمات البريئة بصوت عال، والهمهمة بباقي الكلمات. لم يكن ما يمتعها هو كلمتا «مخاط» و«مؤخرتان» فحسب - وإن كانتا تفعلان ذلك بالفعل - وإنما استمتعت أيضا بالمخلل والربط والاثنين من فانكوفر اللذين لم تستطع تخيلهما. أخذت تتصور شكلهما في عقلها؛ فرأتهما في صورة أخطبوطين ينتفضان في مقلاة. كانت تصورات تداعى فيها المنطق، وانطلقت فيها شرارات الجنون.
Bog aan la aqoon