في اليوم التالي لهذا الاجتماع كان امرأتان في مركز النيابة؛ وهما مودست ومرسلين؛ فقد كانت مودست أخبرت أمها بما علمته من روبير؛ وهو أن بوفور أبوها، وقالت لها: أريد أن أرى قاضي التحقيق وأن أرى أبي.
وقد استأذنتا من القاضي بمقابلته فأذن لهما وسألهما عن سبب هذه الزيارة، فقالت له مرسلين: لقد أتينا بأخبار قد تفيد التحقيق في مسألة بوفور. - كيف ذلك؟ - إني أستطيع أن أخبرك عن السبب الذي صحب بوفور من أجله فولون ليلة القتل، فنرى منه أنه يستحيل أن يكون بوفور كمن لفولون وقتله. - تكلمي يا سيدتي.
فحكت له مشروع زواج بنتها بابن فولون، والموانع الأولى التي حالت دون الزواج، وكيف أنها حكت حكايتها لبوفور وأخبرته ببنته، واستنتجت من ذلك أنه يستحيل أن يخطر لبوفور قتل صديقه وصهره، ثم ذكرت له أن بوفور ذهب إلى فولون ليطلعه على سر مولد مودست، وكان ذلك في صباح ليلة القتل، ثم قالت له: لا يمكن أن يكون بوفور سمع حديثنا الآن، فسله يخبرك بمثل ما أخبرتك ، فإذا اختلف القولان فلك أن تحسبه من المجرمين.
وقد أصغى القاضي إليها وأثرت أقوالها عليه، فأخرجت مرسلين مكتوبا فأرته إياه وقالت: إنه في اليوم الذي جرت المحادثة التي أقصها عليك بيني وبين بوفور اجتمع زوجي مع فولون فتباحث وإياه، وأرسل إلي هذا الكتاب الذي لا يتضمن غير كلمتين وهما:
الرجاء وطيد.
فاشتد تأثر القاضي من هذه البراهين، ولكنها براهين أدبية يلجأ إليها المحامون، فيؤثرون بها على اعتقاد المحلفين. وقد زاد اعتقاد القاضي ببراءة بوفور عندما استجوبه، فكان كلامه منطبقا تماما على كلام مرسلين.
وقد أذن لهما بمقابلة بوفور أمامه، فكانت مقابلة شديدة التأثير؛ بكى فيها الثلاثة بكاء الأطفال.
وبعد انصرافهم دخل الرقيب إلى القاضي وقال له: هل لديك أوامر تصدرها إلي؟
قال: كلا، ولكني أوصيك بالتدقيق في مراقبة الدكتور جيرار؛ فقد بدأ يداخلني الشك في صحة سيرنا بالتحقيق.
قال: حبذا لو كان جيرار يبوح بما يعلمه.
Bog aan la aqoon