فتكون بهذه الطريقة على بينة من أمره دون أن تلتفت إليه.
قال: إنها طريقة سهلة، ولكني لا أظن أنك تحتاج إليها فإني أراه يتقدمنا.
قال: إنها خدعة يا سيدي فانظر فإنه وقف بحجة أنه يتفرج على صيد السمك، وإني أراهن بنصف ثروتك أننا إذا اجتزنا عشر خطوات لا يجتاز أكثر من خمس.
قال: إني رضيت باقتراحك في الحالين فابدأ بمراقبته منذ الآن.
ومشى الدكتور في طريق منزل داغير، فلم يسر بضع خطوات حتى علا صوت كلوكلو بنشيد الحذر، فلم يلتفت جيرار؛ إذ عرف المقصود، وسار في عطفة لم يكن يريد السير فيها، فعرف من الغناء أن الرقيب يتبعه فلم ينتبه الرقيب في البدء، ولكن الأمر تكرر حتى لم يبق لديه ريبة.
وكان يعرف كلوكلو بالنظر، ويعلم أنه يرتزق من الغناء فعاد إليه وقال له: كم تكسب في اليوم؟
قال: نحو خمسة فرنكات.
قال: إني أعطيك عشرة الآن بشرط أن تذهب من فورك إلى منزلك فتستريح فيه كل يومك.
قال: إني أرضى هبتك بشرط أن تكون من غير شرط. - لماذا؟ - لأني أضجر من ملازمة البيت. - أنت وشأنك. -وتركه فعاد إلى اقتفاء جيرار، وعاد كلوكلو إلى الغناء، فما شكك الرقيب أن هذا المغني رقيب عليه فارتد إليه، وقال له: ألا يروق لك الغناء في غير هذا المكان؟ - أين؟ - في شارع غير هذا الشارع. - أرى أنك أشد استبدادا من ملوك الصين؛ فإن هذا الشارع لجميع الناس. - ولكني لا أطيق أن أراك في أثري ترهقني بغنائك كيفما مشيت، فلا شك أنك سكران. - الحق أني لم أشرب كأسا بعد منذ الصباح، فإذا أردت أن تجود علي بسكرة، وإني أعرف خمارة قريبة من هذا المكان، فأيقن الرقيب أنه يهزأ منه فقبض عليه وهزه بعنف، وهو يقول: أتريد أن تنصرف من هذا الشارع؟
قال: كلا؛ فإننا جمهوريون وأول شروط الجمهورية الحرية. - إذن أرني الجواز الذي يؤذن لك بالغناء في الشوارع. - لا يحق لأحد أن يسألني هذا السؤال ما خلا رجال البوليس. - وأنا منهم. - هات برهانك.
Bog aan la aqoon