فأجابه الشقي بملء البرود قائلا: سأجيبك غدا. - ويح لك أيها الغاشم مما تجيب! ألا تخشى غضبي؟ ألا تخاف قنوطي؟
فهز كتفه وقال: الحق أني لا أخاف. - إذن فاسمع، إني أمهلك إلى الغد، إلى الغد، أسمعت فاحذر.
وقد أنفق معظم ليلته على المراسلات وترتيب أوراقه.
وفي اليوم التالي ذهب إلى منزل جان، فقيل له إنه سافر إلى باريس، فتبعه إليها وذهب إلى البيت الذي يقيم فيه، فوجده عند الباب يحاول الانصراف، فلم يقل له كلمة عن هربه، ولكنه صفعه صفعتين، وقال: أبقي سبيل إلى اجتناب المبارزة؟
قال: كلا، ولكني سأقتلك.
قال: هذا أمر آخر، وأنا ذاهب الآن إلى فندق الشمال في شارع الشليو لأنتظر شهودك.
وفي اليوم نفسه جاء الشهود، واتفقوا على أن تكون المبارزة بالرصاص.
وفي الساعة السادسة من صباح اليوم التالي تبارز الخصمان، فأصيب جان بجرح هائل، ونظر إليه الكونت والدم يتدفق من فمه، فقال: إنه سيموت وقد انتقمت لابنتي، ولكن هل أرجعت شرفها المفقود؟
أما جان فقد حملوه إلى المستشفى فبقي ستة أسابيع بين الموت والحياة، وأما الكونت فقد عاد إلى ابنته فقالت له: ماذا فعلت يا أبي؟ قال: انتقمت منه بالقتل، وهو الآن في عداد الأموات.
ولكنه أخطأ؛ فإن شباب جان تغلب على جرحه القاتل، فعادت إليه الحياة بعد قنوط الأطباء من شفائه.
Bog aan la aqoon