Mutalaca Carabiyya
المطالعة العربية: لمدارس البنات
Noocyada
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
والصبر من أحسن صفات النساء؛ لأن الفتاة إذا كانت صابرة لا تجزع خففت مصاب من معها، وشجعتهم على العمل، وترك الحزن.
أما إذا اتصفت بالجزع - كما هي عادة غير المتربيات - فإنها تضاعف هم من معها، وتذكرهم بالحزن كلما تسلوا عنه، فتكون منبع الحزن والكدر، إذا عزت إنسانا زادته حسرة ببكائها وتهويلها المصاب، وإن أصيبت أقلقت راحة معاشريها بجزعها وكثرة شكواها، فيسأم الإنسان مجالستها، ويود بعدها، وهي مع ذلك تعلم بنيها الخوف والجبن، وتصعب عليهم الأمر السهل، فإن حاولوا فراقها طلبا للفائدة وسعيا وراء الخير قامت تحول بينهم وبين ما أرادوا باكية شاكية، تعدد لهم المصائب، والأهوال الوهمية مما لا يجزم المرء بوقوعه، فتحط من هممهم، وتخيب آمالهم غير عالمة أنه:
لا يبلغ المجد من لم يركب الخطرا
ولا ينال العلا من قدم الحذرا
ومن أراد العلا عفوا بلا تعب
قضى ولم يقض من أيامه الوطرا
وكانت نساء اليونان أيام سطوتهم من أحسن النساء صبرا وجلدا، فكن يشجعن الرجال إذا خرجوا للحرب حتى كانت الأم تقول لولدها: اخرج، ولا ترجع إلا حاملا مجنك هذا أو محمولا عليه، أي لا ترجع إلا ظافرا حاملا سلاحك أو قتيلا محمولا، فكان رجالهن شجعانا لا تهولهم المصائب، ولذلك سادت الأمة اليونانية في عصرهم. (33) صبر الخنساء
يحكى أن الخنساء الشاعرة المشهورة والصحابية الجليلة حضرت الحرب ومعها أولادها الأربعة، فباتت تشجعهم، وتحضهم على الإقدام في ساحة القتال والخوض وسط المعمعة ابتغاء وجه الله في جهاد العدو حتى إذا بدا الصباح شيعتهم بصبر وثبات، وقد امتثلوا أمرها، فقاتلوا قتال الأبطال، وأبلوا بلاء حسنا حتى قتلوا جميعا، وجاءها الخبر، فحمدت الله - سبحانه وتعالى - وسألته أن يجزيهم خيرا في الآخرة، ولم تجزع مع عظم المصاب، وسمع عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - بذلك، وكان الخليفة وقتئذ، فأجرى عليها أرزاق أولادها الأربعة إلى أن ماتت، رحمها الله ورضي عنها.
Bog aan la aqoon