بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبه نستعين، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.
قال الشيخ الجليل أبو الحسين أحمد بن فارس ﵀:
هذا كتاب متخير الألفاظ مفردها ومركبها، وإنما نحلته هذا الاسمَ لما أودعته من محاسن كلام العرب، ومستعذب ألفاظها وكريم خطابها منظوم ذلك ومنثوره.
ولم آل جهدا في الانتقاء والانتخاب والتخير.
وهو كتاب كاتب عرَف جوهر الكلام وآثر الاختصاص بجيده، أو شاعر سلك المسلك الأوسط، مرتقيا عن الدون المسترذل، ونازلا عن الوحشي المستغرب.
وذلك أن الكلام ثلاثة أضرب:
ضرب يشترك فيه العِلْية والدون، وذلك أدنى منازل القول.
وضرب هو الوحشي كان طباعَ قوم فذهب بذَهابهم.
وبين هذين ضرب لم ينزل نزولَ الأول، ولا ارتفع ارتفاعَ الثاني، وهو أحسن الثلاثة في السماع، وألذها على الأفواه، وأزينها في الخطابة، وأعذبها في القريض، وأدلها على معرفة من يختارها.
وإنما ألفت كتابي هذا على الطريقة المثلى والرتبة الوسطى.
وجعلت مفاتح أبوابه الألفاظ المفردة السهلة، وختمته بالألفاظ
1 / 43