342

فقد أحالوا تسميتهم إياه مسلما، وإن قالوا: حالته خلاف حالته الأولى، فقد أقروا أيضا بما أنكروه. ويقال لهم: لم لم يرث بزعمكم أبا طالب، وفيه الدليل البين؟!.

ثم يسألون عن علي (ع): فيقال لهم: أليس كان في أمره مصمما، وعلى البلايا صابرا، ولملازمة رسول الله (ص) والرغبة في خدمته مؤثرا (1)، ولأبويه مفارقا، ولأشكاله من الأحداث مباينا، ولرفاهية الدنيا ولذاتها مهاجرا؟، قد لصق برسول الله (ص) يشاركه في المحن العظام، والنوازل الجسام مثل حصار الشعب، والصبر على الجوع، والخوف من إحتمال الذل، بل هو شبيه يحيى بن زكريا (ع) في الأشياء كلها غير النبوة، وأنه باين الأحداث في حال حداثته، والكهولة في حال كهالته (2). ويقال لهم: أخبرونا، هل وجدتم أحدا في العالم من الأطفال والصغار والكبار من قصته، كقصة علي (ع) أو تعرفون له عديلا أو شبيها، أوتعلمون أن أحدا أخص بما خص به، كلا، ولا يجدون إلى ذلك سبيلا، فلذلك جعله المصطفى ص أخاه ووزيرا لنفسه ومن بعده وزيرا ووصيا وإماما.

Bogga 483