فألح عليه في بيعها، فأبى.
فقال له: والله لئن لم تأخذ الثمن فيها لأضيقن عليك فيها حتى تفر منها.
قال له: أرجو أن الله يرفع عني ضرك بدعاء الإخوان.
قال: نعم إذا أردت أن تدعو الله، فاجتمع بشيبان وحسان، وادعوا الله في تلك الصومعة، فإنها أقرب إلى الله تعالى.
فقال: كذلك نفعل إن شاء الله تعالى.
فنهض الرجل من وقته إلى شيبان وحسان رحمهما الله، فأعلمهما بمقالة ابن حيويه، فقالا: نعم كذلك نفعل إن شاء الله تعالى.
فلما أتى الليل، باتوا في الصومعة وصلوا ودعوا، فلما كان في السحر سمعوا صراخا وبكاء، فإذا بابن حيويه قد مات في ذلك السحر، فأجاب الله دعاءهما فيه، وكفى الله الرجل والمسلمين ضره، وانتشر هذا الخبر بمدينة قرطبة حديثا يذكر إلى وقتنا هذا.
٧٨ - قصة أخرى فيمن استخف الدعاء، واستمر على طغيانه، فأهلكه الله سريعا بقدرته
ذكر محمود بن علي الكاتب القيرواني، قال: أنا أبو الحسن علي بن منصور بن طالب
1 / 82