Mustafad
المستفاد من ذيل تاريخ بغداد
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1417 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
وفيهَا بعث أَبَا بكر ليحج بِالنَّاسِ وَمَعَهُ عشرُون بدنه لرَسُول اللَّهِ ﷺ َ - وثلثمائة رجل فَلَمَّا كَانَ بِذِي الحليفة أرسل عليا ﵁ فِي أَثَره وَأمره بِقِرَاءَة آيَات من أول سُورَة الْبَقَرَة على النَّاس وَأَن يُنَادي أَن لَا يطوف بِالْبَيْتِ بعد السّنة عُرْيَان وَلَا يحجّ مُشْرك فَعَاد أَبُو بكر وَقَالَ: يَا رَسُول الله أنزل فِي شَيْء؟ قَالَ: " لَا وَلَكِن لَا يبلغ عني إِلَّا أَنا أَو رجل مني أَلا ترْضى يَا أَبَا بكر إِنَّك كنت معي فِي الْغَار وصاحبي على الْحَوْض " قَالَ: بلَى، فَسَار أَبُو بكر أَمِيرا على الْمَوْسِم وَعلي يُؤذن بِبَرَاءَة يَوْم الْأَضْحَى وَأَن لَا يحجّ مُشْرك وَلَا يطوف عُرْيَان.
وفيهَا فِي ذِي الْقعدَة مَاتَ عبد اللَّهِ بن أبي بن سلول الْمُنَافِق.
قلت: وفيهَا توفيت أم كُلْثُوم وَالنَّجَاشِي، وَالله أعلم.
ثمَّ دخلت سنة عشر: وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ وجاءته وُفُود الْعَرَب قاطبة وَأسلم أهل الْيمن وملوك حمير، وَبعث عليا ﵁ إِلَى الْيمن فَقَرَأَ كِتَابه عَلَيْهِم فَأسْلمت هَمدَان كلهَا فِي يَوْم وَاحِد.
ثمَّ تتَابع أهل الْيمن على الْإِسْلَام وَكتب إِلَيْهِ ﷺ َ - بذلك فَسجدَ شكرا لله تَعَالَى، ثمَّ أَمر عليا بِأخذ صدقَات نَجْرَان وجزيتهم فَفعل وَعَاد فلقي رَسُول اللَّهِ ﷺ َ - فِي حجَّة الْوَدَاع
(ذكر حجَّة الْوَدَاع)
خرج ﷺ َ - حَاجا لخمس بَقينَ من ذِي الْقعدَة وَاخْتلف فِي حجَّته هَل كَانَ قرانا أَو تمتعا أَو إفرادا وَالْأَظْهَر الْقرَان، حج ﷺ َ - وَلَقي عليا ﵁ محرما فَقَالَ: " حل كَمَا حل أَصْحَابك " فَقَالَ إِنِّي أَهلَلْت بِمَا أهل بِهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ َ - فَبَقيَ على إِحْرَامه، وَنحر رَسُول اللَّهِ ﷺ َ - الْهَدْي عَنهُ، وَعلم ﷺ َ - النَّاس مَنَاسِك الْحَج وَالسّنَن وَنزلت ﴿الْيَوْم يئس الَّذين كفرُوا من دينكُمْ فَلَا تخشوهم واخشون الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي ورضيت لكم الْإِسْلَام دينا﴾ .
فَبكى أَبُو بكر ﵁ لما سَمعهَا كَأَنَّهُ استشعر أَن لَيْسَ بعد الْكَمَال إِلَّا النُّقْصَان وَأَنه قد نعيت إِلَيْهِ ﷺ َ - نَفسه وخطب النَّبِي النَّاس بِعَرَفَة خطْبَة بَين فِيهَا الْأَحْكَام مِنْهَا " يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا النسيء زِيَادَة فِي الْكفْر وَإِن الزَّمَان اسْتَدَارَ كَهَيئَةِ يَوْم خلق اللَّهِ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَإِن عدَّة الشُّهُور عِنْد اللَّهِ اثْنَا عشر شهرا " وتمم حجه وَسميت حجَّة الْوَدَاع لِأَنَّهُ لم يحجّ بعْدهَا
ثمَّ دخلت سنة إِحْدَى عشرَة:
(ذكر وَفَاته ﷺ َ -)
أَقَامَ ﷺ َ - بِالْمَدِينَةِ بعد قدومه من حجَّة الْوَدَاع حَتَّى خرجت سنة عشر وَالْمحرم ومعظم صفر من سنة إِحْدَى عشرَة وابتدأ بِهِ مَرضه فِي أَوَاخِر صفر قيل لليلتين بَقِيَتَا مِنْهُ وَهُوَ فِي بَيت زَيْنَب بنت جحش، وَكَانَ يَدُور على نِسَائِهِ حَتَّى اشْتَدَّ مَرضه فِي بَيت مَيْمُونَة بنت الْحَارِث
1 / 128