102

Mustafad

المستفاد من ذيل تاريخ بغداد

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1417 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

مَا تسمع فَإِن رضيت أمرا قبلته وَإِلَّا عزلنا عَنْك مَا تكره فَقَالَ أنصفت فَعرض مُصعب عَلَيْهِ الْإِسْلَام وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن قَالَ فَعرفنَا وَالله فِي وَجهه الْإِسْلَام قبل أَن يتَكَلَّم. ثمَّ قَالَ كَيفَ تَصْنَعُونَ إِذا أَنْتُم أسلمتم فعرفناه ذَلِك فَأسلم وَانْصَرف إِلَى النادي حَتَّى وقف عَلَيْهِ وَمَعَهُ أسيد بن حضير فَلَمَّا رَآهُ قومه مُقبلا قَالُوا نحلف بِاللَّه لقد رَجَعَ سعد بِغَيْر الْوَجْه الَّذِي ذهب بِهِ فَقَالَ: يَا بني عبد الْأَشْهَل كَيفَ تعلمُونَ أَمْرِي فِيكُم قَالُوا سيدنَا وأفضلنا قَالَ: فَإِن كَلَام رجالكم ونسائكم عَليّ حرَام حَتَّى تؤمنوا بِاللَّه وَرَسُوله فَمَا أَمْسَى فِي دَار بني عبد الْأَشْهَل أحد حَتَّى أسلم وَنزل سعد بن معَاذ وَمصْعَب فِي دَار أسعد بن زُرَارَة يدعوان إِلَى الْإِسْلَام حَتَّى لم يبْق دَار من دور الْأَنْصَار إِلَّا وَبهَا مُسلمُونَ إِلَّا دَار بني أُميَّة بن زيد. ثمَّ أَن مُصعب بن عُمَيْر عَاد إِلَى مَكَّة وَمَعَهُ من الَّذين أَسْلمُوا ثَلَاثَة وَسَبْعُونَ رجلا وَامْرَأَتَانِ بَعضهم من الْأَوْس وَبَعْضهمْ من الْخَزْرَج مَعَ كفار من قَومهمْ وهم مستخفون من الْكفَّار فوصلوا مَكَّة وواعدوا رَسُول اللَّهِ ﷺ َ - ليجتمعوا بِهِ لَيْلًا فِي أَيَّام التَّشْرِيق " بِالْعقبَةِ ". وجاءهم رَسُول اللَّهِ ﷺ َ - وَمَعَهُ الْعَبَّاس مُشْركًا متوثقا مِنْهُم لِابْنِ أَخِيه فَقَالَ الْعَبَّاس يَا معشر الْخَزْرَج إِن مُحَمَّدًا منا حَيْثُ علمْتُم وَقد منعناه من قَومنَا وَهُوَ فِي عز ومنعة فِي بَلَده وَأَنه قد أَبى إِلَّا الانحياز إِلَيْكُم واللحوق بكم فَإِن كُنْتُم تقفون عِنْد مَا دعوتموه إِلَيْهِ وتمنعونه مِمَّن خَالفه فَأنْتم وَمَا تحملتم من ذَلِك وَإِن كُنْتُم ترَوْنَ أَنكُمْ مسلموه وخاذلوه فَمن الْآن فَدَعوهُ فَقَالُوا قد سمعنَا فَتكلم يَا رَسُول اللَّهِ وَخذ لنَفسك ولربك وَمَا احببت فَتكلم رَسُول اللَّهِ ﷺ َ - وتلا الْقُرْآن. ثمَّ قَالَ أُبَايِعكُم على أَن تَمْنَعُونِي مِمَّا تمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَائِكُم وَأَوْلَادكُمْ وَدَار الْكَلَام بَينهم واستوثق كل فريق من الآخر ثمَّ سَأَلُوا رَسُول اللَّهِ ﷺ َ - فَقَالُوا إِن قتلنَا دُونك مَا لنا قَالَ الْجنَّة قَالُوا فابسط يدك فَبسط يَده فَبَايعُوهُ. ثمَّ انصرفوا رَاجِعين إِلَى الْمَدِينَة وَأمر ﷺ َ - أَصْحَابه بِالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَة فَخَرجُوا أَرْسَالًا وَأقَام ينْتَظر أَن يَأْذَن لَهُ ربه فِي الْخُرُوج من مَكَّة وَبَقِي مَعَه أَبُو بكر الصّديق وَعلي ﵄، وبيعة الْعقبَة الثَّانِيَة وَهِي هَذِه كَانَت فِي سنة ثَلَاث عشرَة من المبعث (ذكر الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة على صَاحبهَا أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام) لفظ التَّارِيخ مُحدث فِي لُغَة الْعَرَب لِأَنَّهُ مُعرب من ماه روز، وَبِذَلِك جَاءَت الرِّوَايَة

1 / 104