Mustadrak Cala Majmuc Fatawa
المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٨ هـ
Noocyada
وإن كان الخلق لا يوجبون عليه شيئا فهو قد كتب على نفسه الرحمة، وحرم الظلم على نفسه وأوجب بوعده ما يجب لمن وعده إياه؛ فهذا قد يصير واجبا بحكم إيجاب وعده؛ بخلاف ما لم يكن كذلك.
استعمال «من عندك» يراد به أن تكون مغفرة تجود بها أنت لا تحوجني فيها إلى خلقك ولا أحتاج إلى أحد يشفع في أو يستغفر لي.
فاستعمال لفظ: «من عندك» في مثل هذا معروف كما في حديث كعب بن مالك ﵁ لما قال له رسول الله ﷺ: «أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك» فقال: من عندك أم من عند الله تعالى؟ قال: «بل من عند الله» وأخبر أنه تاب عليه من عنده.
وكلا الوجهين في قول مريم عن رزقها: ﴿هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ فلما كان الرزق لا يأتي به بشر ولم تسع هي السعي المعتاد قالت: ﴿هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ .
فهذه المعاني وما يشبهها هي التي يشهد لها استعمال هذا اللفظ.
وإن قال قائل: وكذلك كلام الحكيم الترمذي أراد به مثل هذا. كان محتملا، وقد قال عمر ﵁: «احمل كلام أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه» . والله أعلم.
والتوبة والاستغفار قد يكونان من ترك الأفضل والذم والوعيد لا يكونا إلا على ذنب (١) .
وقول الشخص: «اللهم صل على محمد في الأولين» ليس هو مأثورا. والمراد بالأولين من قبل محمد ﷺ وبالآخرين أمته، قاله الجمهور.
وقيل: الأولين والآخرين أمته. والأول أصح.
(١) مختصر الفتاوى ص١٠٣-١١٦ ف٢/٦٣.
1 / 217