103

Mustadrak Cala Majmuc Fatawa

المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٨ هـ

Noocyada

وقد كان بعض السلف يمنع أن يشهد بالجنة لغير الرسول ﷺ حتى ناظر علي بن المديني أحمد في هذه المسألة، فقال: أقول: إنهم في الجنة ولا أشهد لمعين. قال أحمد: متى قلت: إنهم في الجنة، فقد شهدت أنهم في الجنة. وأما توقف الناس في القطع بالجنة فلخوف الخاتمة. ومع هذا فنرجو للمحسن ونخاف على المسيء. ومن ظهر منه أفعال يحبها الله ورسوله وجب أن يعامل بما يوجبه ذلك من الموالاة والمحبة والإكرام ومن ظهر منه خلاف ذلك عومل بمقتضاه (١) . ولا يشهد بالجنة إلا لمن شهد له النبي ﷺ أو اتفقت الأمة على الثناء عليه، وهو أحد القولين وتواطؤ الرؤيا كتواطؤ الشهادات (٢) . [العهد بالخلافة لأبي بكر] ولا ريب أن قوله ﷺ: «أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده» إنما كان أراد أن يكتب لأبي بكر ﵁ العهد بالخلافة بعده، كما فسر ذلك في حديث عائشة ﵂ يوم الخميس، قال لها: «ادعي لي أباك وأخاك أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف الناس بعدي» ثم أعلم أن الله يأبى ذلك والمؤمنون إلا أبا بكر. وذلك لما أنه كان قد نصب لهم من العلامة على خلافته من الصلاة بالناس إماما، وسد خوخة غيره، وإخباره بحبه أكثر من غيره، وغير ذلك من العلامات. ثم قال عمر ﵁: «نسخ الله كتابه ذلك عن الناس» وإلا فما كان النبي ﷺ يترك حكم الله ولا يبلغه لقول عمر. وقول ابن عباس ﵄ في قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا

(١) مختصر الفتاوى ص٢٥٧ وللفهارس العامة جـ١/٤٩. (٢) الاختيارات ص٨٦ وللفهارس العامة جـ٤٩.

1 / 110