وقسّم «١» «قصي» مكارمه بين ولده، فأعطى «عبد مناف»: «السقاية» و«الندوة» .
_________
- «عبد مناة» و«عبد العزى» . وواحد باسم الدار «عبد الدار»، وواحد بنفس عبد، أو «عبد قصي ...» اه: المنمق بتصرف.
(١) تقسيم «قصي» مكارمه بين أولاده فيه رأيان: الأول: - وهو التقسيم- ذكره الإمام/ الصالحي في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) (١/ ٢٧٦) . شرح أسمائه- ﷺ قال- رحمه الله تعالى-: - «وقصي أحدث وقود النار بالمزدلفة ليراها من دفع من عرفة، وقسم قصي مكارمه بين أولاده فأعطى «عبد مناف» السقاية والندوة؛ فكانت فيه النبوة، والثروة، وأعطى «عبد الدار» الحجابة، واللواء، وأعطي «عبد العزى» الرفادة والضيافة أيام منى، فكانوا لا يجيزون إلا بأمره. وأعطى «عبد قصي» الثلاثة» اه: سبل الهدى. الاخر: - عدم التقسيم- ذهب إليه ابن إسحاق كما في السيرة النبوية لابن هشام (١/ ١٥٢) - وغيره فقال: ... فلما كبر قصي ورقّ عظمه، وكان عبد الدار بكره، وكان «عبد مناف» قد شرف في زمان أبيه، وذهب كل مذهب ... فقال قصي ل «عبد الدار» أما والله يا بني لألحقنك بالقوم، وإن كانوا قد شرفوا عليك: لا يدخل رجل منهم الكعبة، حتى تكون أنت تفتحها له، ولا يعقد لقريش لواء لحربها إلا أنت بيدك، ولا يشرب أحد بمكة إلا من سقايتك، ولا أحد من أهل الموسم إلا من طعامك، ولا تقطع قريش أمرا من أمورها، إلا في دارك، فأعطاه داره- دار الندوة- التي لا تقضي قريش أمرا من أمورها، إلا فيها، وأعطاه: الحجابة، واللواء، والرفادة» اه: السيرة النبوية لابن هشام مع الروض الأنف. وانظر: (المنمق في أخبار قريش) ص ٣٢، ١٣٢ للإمام محمد بن حبيب. وانظر: (الكامل في التاريخ) لابن الأثير (١/ ٥٧٧) . ويبقى سؤال متى وكيف وزعت هذه المكارم؟ يجيب على هذا التساؤل «ابن إسحاق» كما جاء في (السيرة النبوية) لابن هشام مع الروض الأنف (١/ ١٥٣- ١٥٤) فيقول: «ثم إن قصي بن كلاب هلك فأقام أمره في قومه، وفي غيرهم بنوه من بعده فاختطوا مكة رباعا بعد الذي كان قطع لقومه بها، فكانوا يقطعونها في قومهم وفي غيرهم من حلفائهم ويبيعونها فأقامت على ذلك قريش معهم ليس بينهم اختلاف ولا تنازع، ثم إن بني عبد مناف بن قصي بن عبد شمس، وهاشما، والمطلب ونوفلا أجمعوا على أن يأخذوا ما بأيدي بني عبد الدار بن قصي، مما كان قصي جعل إلى «عبد الدار» من: الحجابة، واللواء، والسقاية، والرفادة ورأوا أنهم أولى بذلك منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم فتفرقت عند ذلك قريش، فكانت طائفة مع بني «عبد مناف» على رأيهم يرون أنهم أحق به من بني «عبد الدار» لمكانهم في قومهم، وكانت طائفة مع «بني عبد الدار»، يرون أنه لا ينزع منهم ما كان «قصي» جعل لهم. فكان صاحب أمر بني عبد مناف: عبد شمس بن عبد مناف؛ وذلك أنه أسن بني عبد مناف. -
1 / 47