مسْنَد أبي يعلى الموصلي
للإمام الحافظ أحمد بن على بن المثنى التميمي (٢١٠ - ٣٠٧ هـ)
ومعه
رحمات الملأ الأعلى
بتخريج مسند أبي يعلى
تخريج وتعليق
سعيد بن محمد السّناري
الجزء الأول
دار الحديث
القاهرة
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
1 / 2
مسند أبي يعلى الموصلي
1 / 3
جميع الحقوق محفوظة للناشر
اسم الكتاب: مسند أبي يعلى الموصلي
اسم المؤلف: الإمام أحمد بن علي بن المثنى
اسم المحقق: سعيد بن محمد السناري
القطع: ١٧ × ٢٤ سم
عدد الصفحات: ٦٦٤ صفحة
عدد المجلدات: ج ١ من ١٠ مجلدات
سنة الطبع: ١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
رقم الإيداع: ٥٤٨٧/ ٢٠١٣
الترقيم الدولي: ٨ - ٤٤٠ - ٣٠٠ - ٩٧٧ - ٩٧٨
دار الحديث طبع. نشر. توزيع
١٤٠ شارع جوهر القائد تليفون:٢٥٨٩٩٤٠٩/ ٢٥٩١٨٧١٩ / ٢٥٩١٩٦٩٧ فاكس:٢٥٩١٩٦٩٧
www.darelhadith.com E-mail:[email protected]
1 / 4
• إهداء •
إلى أئمة الحديثِ الأعلام، وشُمُوسِ أهل الأثَرِ في سالف الدُّهُور وقادِمِ الأيام؛ الحارِسين لحُدُود الدين بِفرْسانِهم، فهم أسْدُ الإسلام النَّاهِسَةِ بكَلِّ سبيل، والناهضون بأعْبَاءِ كَشْفِ مُشْكِلاتِ الحَائِرين فَهُم على ذلك أدِلَّاءُ كلِّ دَلِيل.
وإلى مُحَدِّثِ الديار المصرية، وجَوهرة تاج المَعارِف الأثَريَّة، حامِلِ ألْويَة الحديث بـ "تنبيه هاجِدهِ" و"بَذْل إِحْسَانه"، وناشِرِ أعلامَ السُّنَّة بـ: "غَوْثِ مَكْدودِه" و"نافلًة" بيانِه!
مَنْ تَذَهَّبَتْ - بمحاسن آَثارِه - تِيجَانُ مَجْدِه اللُّجَيْنِى، الشيخُ الفاضلِ أَبى إسحاق الحُوَيْنِي.
ما زالتْ أنفاسُه العاطرةُ - بخدمة المسلمين - تترَدَّدُ طائرةً في صَدْرِه، ورَغَباتُ آمالِه بخاتِمَةِ حياتِه على الإسلام محْسومةً بصِدْقِ محبَّتِه لِنَبِيِّه ورَبِّهِ.
وإلى بحَّاثة الدِّيار الحجَازيَّة، وأحَد النجُومِ الطَّوَالِعِ بالبلاد الشَّرْقيَّة، مَنْ تأرَّجَتْ بشريف تحقيقاته سَماءُ العلَوم فأَضْحَى ليْلُهَا فَجْرًا، وجالَ بعزيمته مَيَادِينَ الدقائقِ وأبَى إلَّا أنْ يُفَجَّرَ بتحْرِيرِه خِلالَهَا نَهَرًا.
الشريفِ النابِغةِ المُحقِّق، والحَسِيبِ النَّسِيبِ المُدقِّق، حاصم بن عارِف العَوْنِي.
ما زالتْ سَحائبُ فضْله على مُسْتَجْدِي مَعَارِفِه وابِلَةً مُمْطِرَةً، وأغْصانُ دوْحَتِهِ بأشْجَار عُلومِه للطالبين وَارِفةً مُثْمِرَة.
وإلى أهل الإنصاف من طَبقَتِنَا ومَشْيَخِتَنا، وذَوِي الاعتدال مِنْ نُظرَائِنا وأصحابنا ..
أهدى هذا الكتاب.
السائر العاثِر
أبو المُظَفَّر السِّنَّاري
1 / 5
بسم الله الرحمن الرحيم
• مقدمة المحقق •
• ترجمة الإمام أبى يعلى الموصلي:
• اسمه ونسبه:
هو: الإمام الحافظ، شيخ الإسلام، أبو يعلى، أحمد بن على بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي الموصلي، محدث الموصل، وصاحب "المسند" و"المعجم".
• مولده ورحلته:
وُلدَ في ثَالثِ شَوَّالٍ، سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَتَيْنِ، فَهُوَ أكْبَرُ مِنَ النَّسَائِيِّ بِخَمْسِ سِنِيْنَ، وَأعْلَى إِسْنَادًا مَنْهُ.
لقى الكبَارَ، وَارْتَحَلَ في حَدَاثَتِهِ إلَى الأمصَار باعتنَاء أبيْه وَخَاله مُحَمَّد بنِ أحْمَدَ بنِ أبِى المُثَنَّى، ثُمَّ بِهِمَّتِهِ العَالِيَةِ.
• شيوخه:
أحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن جميل، وأحمد بن عيسى التستري، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن منيع، وأحمد بن محمد بن أيوب، وإبراهيم بن الحجاج السامى، وإبراهيم بن الحجاج صاحب سلام بن أبى مطيع، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وإبراهيم بن زياد سبلان، وإسحاق بن أبى إسرائيل، وإسحاق بن موسى الخطمي، وإسحاق بن إسماعيل الطالَقاني، وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، وأبو إبراهيم إسماعيل الترجماني، وإسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي، وأيوب بن يونس البصري.
ووهيب، والأزرق بن على أبى الجهم، وأمية بن بسطام وبشر بن الوليد الكندي،
1 / 7
وبشر بن هلال، وبسام بن يزيد النقال، وجعفر بن مهران السباك، وجبارة بن المغلس، وجعفر بن حميد الكوفي، وحوثرة بن أشرس العدوي، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، والحكم بن موسى، والحارث بن مسكين، والحارث بن سريج، وحفص بن عبد الله الحلواني، وحجاج بن الشاعر، وخلف بن هشام البزار، وخالد بن مرداس، وخليفة بن خياط، وداود بن عمرو الضبي، وداود بن رشيد، وروح بن عبد المؤمن المقرئ، والربيع بن ثعلب، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وزكريا بن يحيى زحمويه، وزكريا بن يحيى الرقاشي، وزكريا بن يحيى الكسائي الكوفي، وأبو الربيع الزهراني، وأبو الربيع سليمان بن داود الختلي، وأبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني، وسليمان بن محمد المباركي، وسعيد بن عبد الجبار، وسعيد بن أبي الربيع السمان، وسعيد بن مطرف الباهلي، وسريج بن يونس، وسهل بن زنجلة الرازي، وشيبان بن فروخ، والصلت بن مسعود الجحدري، وصالح بن مالك الخوارزمي، وعبد الله بن محمد بن أسماء، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وعبد الله بن سلمة البصري، وأشعث بن براز الهجيمي، وعبد الله بن عون الخراز، وأبو بكر بن أبى شيبة، وعبد الله بن بكار البصري، وعبد الله بن عمر مشكدانة، وعبيد الله بن عمر القواريرى، وعبيد الله بن معاذ، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، وأبو نصر عبد اللك بن عبد العزيز التمّار، وعبد الواحد بن غياث، وعبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، وعبد الأعلى بن حماد النّرسى، وعلى بن الجعد، وعلى بن حمزة المعولى، وعلى بن المدينى، وعمرو الناقد، وعمرو بن الحصين، وعمرو بن أبى عاصم النبيل، وعيسى بن سالم، وعثمان بن أبى شيبة، وغسان بن الربيع، والفضل بن الصباح، وقطن بن نسير، وكامل بن طلحة، ومصعب بن عبد الله، ومنصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن أبى بكر المقدمي، ومحمد بن سعيد القطان، ومحمد بن جامع العطار وضعفه، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن بكار مولى بنى هاشم، وأبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن خالد الطحان، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي. ونعيم بن الهيثم، وهدبة بن خالد، ويحيى بن معين، ويحيى بن أيوب المقابري، ويحيى الحماني، وخلق كثير سواهم، مذكورون في "معجمه".
1 / 8
• ثناء العلماء عليه وعلى مسنده:
قال أبو موسى المدينى: أخبرنا هبة الله الأبرقوهي عمّن ذكره: أن والد أبي عبد الله بن منده رحل إلى أبي يعلى، وقال له: "إنما رحلت إليك لإجماع أهل العصر على ثقتك وإتقانك".
وقال أبو عبد الرحمن السلمى: "سألت الدارقطني عن أبي يعلى، فقال: ثقة مأمون".
قال يزيد بن محمد الأزدي في "تاريخ الموصل": "ومنهم أبو يعلى التميمي"، فذكر نسبه وكبار شيوخه، وقال: "كان من أهل الصدق والأمانة، والدين والحلم".
إلى أن قال: "وهو كثير الحديث، صنف المسند وكُتُبًا في الزهد، والرقائق، وخرّج الفوائد، وكان عاقلًا، حليمًا صبورًا، حسن الأدب، سمعته يقول: سمعت ابن قدامة: سمعت سفيان يقول: ما تمتع مُتمتع بمثل ذكر الله، قال داود ﵇: ما أحلى ذكر الله في أفواه المتعبدين! ".
قال الذهبي: وقد بلغنا عن أبي عمرو بن حمدان: أنه كان يفضل أبا يعلى الموصلي على الحسن بن سفيان، فقيل له: كيف تفضِّله و"مسند الحسن" أكبر، وشيوخه أعلى؟! قال: لأن أبا يعلى كان يحدث احتسابًا، والحسن بن سفيان كان يحدث اكتسابًا".
وقد وثّق أبا يعلى: أبو حاتم البستي وغيره، قال ابن حبان: "هو من المتقنين المواظبين على رعاية الدين وأسباب الطاعة".
وقال ابن عدي: "ما سمعت "مسندًا" على الوجه إلا مسند أبي يعلى؛، لأنه كان يحدِّث للَّه ﷿".
قال ابن المقرئ: "سمعت أبا إسحاق بن حمزة يثنى على "مسند أبي يعلى" ويقول: "من كتبه قلّ ما يفوته من الحديث".
وقال الحافظ عبد الغنى الأزدي: "أبو يعلى أحد الثقات الأثبات، كان على رأى أبي حنيفة".
1 / 9
قال الذهبي: "قلت: نعم، لأنه أخذ الفقه عن أصحاب أبي يوسف".
قال ابن منده: "أحمد بن على بن المثنى بن عيسى بن هلال بن دينار التميمي، أبو يعلى، أحد الثقات، مات سنة سبع وثلاث مئة".
وقد وصف أبو حاتم البستي أبا يعلى بالإتقان والدين، ثم قال: "وبينه وبين رسول الله ﷺ ثلاثة أنفس".
وَقَالَ أبُو عَبْد الله الحَاكمُ: "كُنْت أرَى أبَا عَلِيٍّ الحَافظَ مُعْجَبًا بِأبي يَعْلَى المَوْصلِيّ، وَحفظه وَإِتقَانِهِ، وَحفظَهِ لحدَيثِهِ، حَتَّى كَانَ لَا يَخْفَى عَلَيْهَ مِنْهُ إلَّا اليَسِيرُ. ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ ثِقَةٌ، مَأْمُوْنٌ".
وَقَالَ أبُو عَليٍّ الحَافظُ: "لَوْ لَمْ يَشتغلْ أبُو يَعْلَى بكُتُب أبي يُوْسُفَ عَلَى بشْر بن الوَلِيْد الكِنْدِيِّ لأدركَ بِالبَصْرَةِ سُلَيْمَانَ بن حَرْبٍ، وَأبا الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيَّ".
قال الذهبي: "قَنِعَ برفيقهِمَا الحَافِظِ على بن الجعد".
قال أبو سعد السمعاني: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي الحافظ يقول: "قرأت المسانيد كمسند العدني، ومسند أحمد بن منيع، وهى كالأنهار، ومسند أبي يعلى كالبحر يكون مجتمع الأنهار".
قال الذهبي: "قلت: صدق، ولا سيّما "مسنده" الذي عند أهل أصبهان من طريق ابن المقرئ عنه، فإنه كبير جدًّا، بخلاف "المسند" الذي رويناه من طريق أبي عمرو بن حمدان عنه، فإنه مختصر".
• مصنفاته:
١ - المعجم:
قال الذهبي: "وقد خرَّج لنفسه معجم شيوخه في ثلاثة أجزاء".
وقد طُبِع حديثًا.
1 / 10
٢ - المسند:
• ولمسند أبي يعلى روايتان:
الأولى: رواية كبيرة رواها أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ، عن أبي يعلى، وهى التى اعتمد عليها ابن حجر في: "المطالب العالية"، والبوصيرى في "إتحاف المهرة"، في تخريج زوائدها على الكتب الستة، وتُسمَّى هذه الرواية بـ "المسند الكبير".
والثانية: رواية صغيرة رواها أبو عمرو ابن حمدان، وهذه الر واية هي التى اعتمد عليها الهيثمي في كتابيه: "المقصد العلى في زوائد أبي يعلى الموصلي" و"مجمع الزوائد ومنبع الفوائد".
وهذه الرواية الصغيرة هي التى وصلت إلينا.
وقد طُبعتْ هذه الرواية عدة طبعات، أقدمها وأشهرها طبعة دار المأمون بتعليق الأستاذ حسين سليمَ أسد.
٣ - الفوائد:
ذكره الأزدي في "تاريخ الموصل"، والذهبى في "السير" (١٤/ ١٧٨).
وقد طبع حديثًا.
٤ - الفاريد:
ذكره الدكتور فؤاد سزكين في "تاريخ التراث" (١/ ٤٣٠).
وقد طبع حديثًا.
٥ - الزهد والرقائق:
ذكره الأزدي في "تاريخ الموصل" والذهبى في "السير" (١٤/ ١٧٨).
٦ - حديث محمد بن بشار عن شيوخه
ذكره الشيخ عبد الله الجديع في مقدمة تحقيقه لكتاب "المفاريد" وأنَّ منه نسخة خطيّة في الظاهرية يعمل على تحقيقها.
1 / 11
• وفاته:
توفي سنة سبع وثلاثمائة.
قال الذهبي: "عَاشَ أبو يَعْلَى إلَى أثْنَاء سَنَة سَبْع وَثَلَاثٍ مائَةٍ، فَقيَّده أبو الحُسَيْنِ بنُ المُنَادى فِي رَابِعَ عَشَرَ جُمَادَى الأولَىَ، وَانْتَهَى إِلَيْه عُلوُّ الإسْنَاد، وَازدحَمَ عَلَيْه أصْحَابُ الحَدِيْث، وَعَاشَ سَبْعًا وَتسعين سَنَةً".
قال يزيد بن محمد الأزدي: "كان أبو يعلى من أهل الصدق والأمانة والدين والحلم؛ غُلِّقت أكثر الأسواق يوم موته وحضر جنازته من الخلق أمر عظيم" (^١).
• ترجمة أبي عمرو بن حمدان راوى "المسند الصغير" عن المؤلف:
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام": "محمد بن أحمد بن حمدان بن على بن عبد الله بن سنَان أبو عمرو بن الزّاهد أبي جعفر الحيرى النَّيْسَابُوري الزّاهد المقرئ المحدّث النّحوي.
كان المسجد فراشَه نيّفًا وثلاثين سنة، ثم لما عُمىَ وضَعُف نقلوه إلى بعض أقاربه بالحِيرة من نَيْسَابُور، رحل به أبوه.
قال الحاكم: "سماعاته صحيحة، وصحِب الزُّهّاد، وأدرك أبا عثمان الحِيري الزّاهد، وسمع سنة خمسٍ وتسعين ومائتين".
• شيوخه:
سمع: أبا بكر محمد بن زنْجَوَيْه بن الهَيْثَم، وأبا عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن أحمد الحافظ، ورحل، فسمع من الحسن بن سفيان سنة تسعٍ وتسعين مُسْنَدَه، ومُسْنَدَ شيخه أبي بكر بن أبي شَيْبَة، وأبى يعْلى المَوْصِلي مُسْنَده، ومن عَبدان الأهوازي، وعمران
_________
(^١) وللمزيد يُراجَع:
- "سير أعلام النبلاء" [٤/ ١٧٤ - ١٨١]، "تذكرة الحفاظ" [٧٠٧ - ٧٠٨].
- مقدمة تحقيق "مسند أبي يعلى" لإرشاد الحق الأثري [١/ ١٤ - ١٦].
- مقدمة عبد الله الجديع لتحقيقه لكتاب "المفاريد" [ص/ ١٤].
1 / 12
ابن موسى بن مُجاشع، وزكريّا بن يحيى السّاجي، وأحمد بن يحيى الصُّوفي، والهيثم بن خلَف الدُّوري، وحامد بن شُعَيْب، ومحمد بن جرير الطّبري، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدّويْرِي، وعلى بن سمعيد العسكرى، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبي العبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
• تلاميذه:
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو سعيد محمد بن على النَّقَّاش، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهَرَوِي، وأبو حفص بن مسرور، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذِي، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البَحِيري، وآخرون.
وهو أخو أبي العبّاس محمد، نزيل خَوَارِزْم شيخ البَرْقَانِيّ.
قال الحاكم: "وُلد له بنت وهو ابن تسعين سنة، وتُوُفّى وزوجته حُبْلَى، فبلغنى أنّها قالت له عند وفاته: قد قرُبَتْ ولادتى، فقال: سلّمتُه إلى الله تعالى، فقد جاؤوا ببراءتى من السماء، فتشهّد ومات في الوقت، ﵀".
قال: "تُوُفّى في ذى القعدة في الثامن والعشرين منه، وهو ابن ثلاث أو أربعٍ وتسعين سنة، وصلّى عليه أبو أحمد الحاكم الحافظ".
قلت: قد وقع لنا بالإجازة جُملةٌ من عَوَاليه، وله جُزْءُ "سؤالات" كان يحفظه، وقع لى أيضًا بعُلُوّ قراءته على ابن عساكر، عن أبي رَوْح، أنا زاهر، أنبا أبو سعد الكَنجَرُودِى، عنه.
وقال ابن طاهر: "كان يتشيّع".
• ترجمة أبي سعد الكَنْجَرودِى رواى المسند عن أبي عمرو بن حمدان عن المؤلف:
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" [١٨/ ١٠١]:
"الكَنْجَرُوْذِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، الشَّيْخُ، الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، الأدِيْبُ،
1 / 13
النَّحْويُّ، الطَّبِيْبُ، مُسْندُ خُرَاسَانَ، أبُو سَعْد مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بن أحْمَدَ بنِ مَحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ، الكَنْجَرُوذِيُّ وَالجَنْزَروِذِيُّ.
وَجَنْزَرُوذُ: مَحَلَّة.
وُلِدَ: بَعْدَ السِّتِّينَ وَثَلَاثِ مائَة".
• شيوخه:
وَحَدَّثَ عَنْ: أبِي عَمْرِو بن حَمْدَان، وَأبِى سَعِيْد عَبْد الله بن مُحَمَّدٍ الرَّازِيّ، وَحُسَيْنَك بن عَليٍّ التَّميْمِيَّ، وَأَبِي الحُسَيْنِ بنِ دَهْثَم، وَأبِي الحُسَينِ أحْمَد بن مُحَمَّد البَحيرِيّ، وَمُحَمَّد بن بشرٍ البَصْرِيّ، وَشَافعٍ بْن مُحَمَّدٍ الإِسفرَاييني، وَأبى بَكْرٍ بنِ مِهْرَانَ المُقْرِئ، وَالحَافِظ أبِي أَحْمَدَ الحَاكم، وأبِى بَكْرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّدٍ الطَّرَازِي، وَأحْمَد بن مُحَمَّدٍ البَالُوِي، وَأحْمَد بن الحُسَيْنِ المَرْوَانِي، وَطَبَقَتهم.
وَعَنْهُ: البَيْهَقِيّ وَالسُّكَّرِيّ، وَرَوَى الكَثِير، وَانْتَهَى إِلَيْهِ علوُّ الإِسْنَاد.
• تلاميذه:
حَدَّثَ عَنهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْد الغَافر، وَأبُو عَبْد اللَّهِ الفرَاوِيّ، وَهِبَةُ الله بنُ سَهْلٍ السَّيِّدي، وَتَمِيمُ بنُ أبِي سَعِيْدٍ الجُرْجَانِيّ، وَزَاهِرٌ الشَّحَّامِيّ، وَعبدُ المُنعم بن القُشَيْرِيّ، وخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ عبدُ الغَافِرِ بن إِسْمَاعيْلَ: "لَهُ قَدَمٌ فِي الطِّبّ وَالفروسيَّة، وَأدبِ السِّلَاح، كَانَ بارعَ وَقته لاستجمَاعِهِ فُنُوْن العلْمَ، أدْرَكَ الأسَانِيْدَ العَالِيَة فِي الحَديْث وَالأدَب، وَأدْرَكَ ببَغْدَادَ أئِمَّة النَّحْو، وَسَمِعَ مِنْهُ الخَلقُ"، إِلَى أنْ قَالَ: "وَخُتم بِمَوْته أكثَرَ هَذه الروَايَات، وَلَهُ شِعر حَسن، أجَاز لِي جمِيع مسموعَاته، وَخَطُّه عِنْدِى".
قُلْتُ: تُوُفِّىَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسيْنَ وَأرْبَعِ مائَة. سمعنَا كَثيْرًا منْ حَدِيْثِهِ بِالإِجَازَة العَالِيَة.
1 / 14
• منهج المؤلف في مسنده:
رتّب الإمام أبو يعلى المرويات على مسانيد الصحابة، ورتب مرويات المكثرين منهم على التراجم في الغالب، حيث:
١ - بدأ الرجال بمرويات العشرة - إلا عثمان رضى الله عنه.
ثم بمرويات مجموعة من الصحابة المقلِّين.
ثم المكثرين من الصحابة، وهم: جابر بن عبد الله، ثم عبد الله بن عباس، ثم أنس بن مالك، ثم عائشة، ثم عبد الله بن مسعود، ثم ابن عمر، ثم أبو هريرة، رضى الله عنهم.
ثم بمجموعة من قرابة النبي ﷺ وآل بيته وهم:
الفضل بن عباس، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن الزبير، رضى الله عنهم، ثم بمجموعة من الصحابة المقلين أيضًا والذى يظهر أنه اعتبر أهل القبائل منهم، وذكر معهم بعض المبهمين.
ثم عاد إلى النساء وبدأهن بأمهات المؤمنين - في الغالب - إلا عائشة رضى الله عنها، حيث تقدَّمت مع المكثرين.
ثم ببقية النساء، والمبهمات ثم عاد إلى الرجال.
٢ - رتَّب مرويات المُكثرين بحسب الرواة عنهم، وهذا يظهر في مسند جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك - مثلًا -، وقد ترجم بالرواة عن أنس في مسنده بعنوان ظاهر.
٣ - بدأ بمسانيد العشرة المبشرين بالجنة، بتقديم الخلفاء الأربعة، إلا أنه لم تُذْكر مرويات: عثمان رضى الله عنه.
وقد جاء في حاشية مخطوط المسند بعد نهاية "مسند عمر بن الخطاب": "مسند عثمان ﵁ لم يكن من سماع أبي سعد الجَنْزَروذي - محمد بن عبد الرحمن بن محمد - عن أبي عمرو بن حَمْدان".
ثم أورد المؤلف مرويات بقية الرجال من الصحابة، والذى يظهر أنه اعتبر فيهم بعض الأوصاف في الغالب، مثل: كثرة المرويات، والقبائل، وأهل القرابة، وآل البيت.
1 / 15
٤ - وضع "مسند عائشة" رضى الله عنها في مسانيد المكثرين، وأما بقية النساء، فذكرهنّ مجتمعات في أواخر الكتاب تقريبًا، وبدأهنّ بأمهات المؤمنين في الغالب.
٥ - ترجم لمسانيد المبهمين والمبهمات، ومن ذلك قوله: "رجل غير مُسمَّى عن النبي".
ثم ختم الكتاب بمرويات مجموعة من رجال الصحابة رضوان الله عليهم، بعد نهاية مرويات النساء.
٦ - أتت الأحاديث تحت كل ترجمة، لا يربطها ترتيب معين، بل كل حديث وحدة قائمة بذاتها، بيْد أنه يراعى إذا تكرر النص، أو وُجِدَ أكثر من نص من مرويات هذا المترجم تتناول موضوعًا واحدًا أن يجمع كلَّ ذلك في مكانٍ واحد.
• ملاحظات على منهج المؤلف:
١ - لم يُخرج مسندًا لعثمان بن عنمان.
٢ - ربما خرَّج حديثًا لصحابي في مسند صحابى آخر، لكن يكون لصاحب الباب تعلُّقٌ بموضوع الحديث.
٣ - أخّر مرويات المُقلِّين والنساء والمجاهيل إلى نهاية الكتاب.
1 / 16
• مميزات مسند أبي يعلى:
أ - يُعتبر من المصادر الحديثية الأصيلة المُسْندة التى لها أثر في علوم الحديث إسنادًا ومتنًا.
ب - إثبات صحبة عدد من الصحابة، إذا ثبت الإسناد إليه.
ج - احتواؤه على مجموعة من الأحاديث الصحيحة والزائدة على مرويات الكتب الستة.
ويعتبر "مسند أبي يعلى" من المسانيد الجامعة، وهو قليل الأحاديث الضعيفة والباطلة.
وقد بلغ عدد الصحابة الذين أخرج لهم في "المسند" (٢١٠) صحابيًا، وبلغ عدد أحاديثه: (٧٥٥٥) حديثًا أغلبها من المرفوع.
* روايات المسند:
• لمسند أبي يعلى روايتان على المشهور:
الأولى: الرواية المختصرة، وهى رواية أبي عمرو: محمد بن أحمد بن حَمْدان الحِيرى (ت ٣٧٦ هـ) عن أبي يعلى الموصلي، وهى التى اعتمد عليها - الحافظ على بن أبى بكر الهيثمي (ت ٨٠٧ هـ) في كتابه "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد".
وهى المطبوعة المتداولة بين الناس الآن، وهى التى نعمل عليها في تلك الطبعة إن شاء اللَّه.
الثانية: الرواية المطولة وتُسمى "المسند الكبير"، وهى رواية أبي بكر: محمد بن إبراهيم بن على بن عاصم بن المقرئ الأصبهاني (ت ٣٨١ هـ) عن أبي يعلى الموصلي.
وهى التى اعتمد عليها الحافظ في كتابه: "المطالب العالية"، والعلامة أبو العباس: أحمد بن أبي بكر البُوصيري (ت ٨٤٥ هـ) في كتابه "إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" و"مختصره"، وذكر ذلك في آخرهما.
1 / 17
* أهمية المسند وعناية أهل العلم به:
اعتنى بهذا الكتاب أهل العلم عناية بالغة، وأبرز من خدمَه الحافظ نور الدين الهيثمي؛ فقد أفرد زوائده في كتاب سماه "المقصد الأعلى في زوائد أبي يعلى" يعنى على الكتب الستة المعروفة.
ثم ضمّ إليه زوائد مسندَى أحمد، والبزار، وزوائد معاجم الطبراني الثلاثة، وجرّد أسانيد الجميع ورتبها على الأبواب، مع عزو كلّ حديث إلى مخرجه، ثم الحكم عليه، في كتابه الشهير "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد".
كما اعتنى به أيضًا الحافظ ابن حجر، ففصَل زوائده مع زوائد سبعة مسانيد أخرى في كتابه الفذ "المطالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية".
كما أكثر أهل العلم من الاستفادة من هذا الكتاب والنقل عنه - لاسيما في كتب التخاريج - مع العزو إليه.
فمِن ذلك: المنذري في "الترغيب" في أكثر من (١٥٢) موضعًا.
والزيلعي في "نصب الراية" في أكثر من (٨٥) موضعًا.
وابن حجر في "فتح الباري" في أكثر من (٢٢٦) موضعًا.
والمناوي في "فيض القدير" في أكثر من (١٠٩) موضعًا.
... وغيرهم الكثير.
1 / 18
• طبعات الكتاب:
١ - طبعة حسين سليم أسد بتحقيقه على حسب الرواية المختصرة - وهى رواية أبي عمرو بن حَمْدان عن أبي يعلى - وطبُع الكتاب في دار المأمون للتراث، الطبعة الأولى لعام ١٤٠٤ هـ، في (١٦) مجلدًا مع الفهارس.
وبلغ عدّ الأحاديت حسب ترقيمه (٧٥٥٥) وقد اعتنى المحقق بتحقيق النص، وتخريج الأحاديث، وترقيمها، وأعد فهارس متنوعة، منها: فهرس للأحاديث، وفهرس للصحابة الذين روى لهم أبو يعلى في "مسنده".
وقد اعتمدنا على هذه الطبعة في نص وترقيم الأحاديث.
٢ - طبعة إرشاد الحق الأثري: صدر الكتاب عن دار القبلة ومؤسسة علوم القرآن، الطبعة الأولى لعام ١٤٠٤ هـ، في (٦) مجلدات، وبلغ عدّ الأحاديث حسب ترقيمه (٧٥١٧) (^١).
٣ - طبعة مصطفى عبد القادر عطا لمسند أبي يعلى الموصلي. صدرت عام ١٩٩٨ م، عن دار الكتب العلمية، في (٧) مجلدات.
* * * * *
كتبه
أبي المظفر سعيد بن محمد السِّنَّاري
_________
(^١) استنفدنا في هذا البحث من:
- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة العدد (١١٧).
- ومقدمة تحقيق المسند لـ: حسين أسد (١/ ٢١).
- ومقدمة تحقيق المسند لـ: إرشاد الحق الأثري (١/ ٨).
- ومقال بعنوان: "منهج الإمام أبي يعلى في مسنده" منشور على الموقع الإلكتروني: "الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها".
1 / 19
بسم الله الرحمن الرحيم
مسند أبي بكر الصديق ﵁ - (*)
١ - أخبرنا الحافظ أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي قراءة عليه، أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزروذي قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري الفقيه قراءة عليه، قال: أخبرنا الإمام أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى الموصلي بالموصل، سنة ست وثلاث مئة، قال: حدّثنا على بن الجعد، حدّثنا قيس بن الربيع، حدّثنا عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري، عن على، قال: كنت إذا سمعت من رسول الله ﷺ حديثًا نفعني الله بما شاء منه وإذا حدثني غيرى لم أصدقه إلا أن يحلف فإذا حلف صدقته.
_________
(*) هو الإمام الهمام، أسد الإسلام، أول من أسلم من الرجال، وأول خلفاء الرسول، وأول من جمع القرآن، مَن لم يعرفه فما عرف الصحابة أصلًا، كان رجلًا يزن أمة بأكملها ولا نستثنى، كيف لا وهو المجاهد البطل المغوار إذا ادلهمَّ ليلُ المشكلات بالناس؟! ومواقفه الشريفة إزاء تلك النكبات التى مُنِىَ بها الإسلام إثر وفاة رسول الله ﷺ تنادى عليه، في كل خطوة من خطواته، بالبطولة والإمامَة والشجاعة والكمال في كل شئ يتحلَّى بمثله جبال الرجال. ومَنْ أتَى على بنيان مسيلمة الكذاب من القواعد سواه؟! ومَنْ استأصل شأفة الأسود العنسي - مدعى النبوة باليمن - سواه؟! ومَنْ ردع تلك العصابة المرتدة عن الإسلام بما جعل أكثرهم يثوب إلى دينه - مرة أخرى - قبل أن يأتيه الموت من كل مكان؟! ومن تصدَّى لمانعى الزكاة سوى ذلك الإمام النبيل!! لم يفتْه مشهد من تلك المشاهد الكبار البتة، حتى آل إليه زمام الخلافة فقام بحقها كما يحب الله ورسوله إلى أن وافتْه المنية راضيًا عن الله محتسبًا. وكيف لا يرضى الله عنه؟ ومآثره وأخباره وفضائله وزهده وورعه وتقواه منشورة في بطون أمهات المصادر والمراجع؟! فيغنينا ذلك عن الإحالة على ترجمة له. رزقنا الله رؤيته والاجتماع به ﴿فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)﴾ [القمر: ٥٤، ٥٥].
١ - حسن: أخرجه أبو داود [١٥٢١]، وابن ماجه [١٣٩٥]، والترمذي [٣٠٠٦]، والنسائي في "الكبرى" [١٠٢٤٧، ١٠٢٥٠]، وأحمد [١/ ٢، ١٠]، وابن أبي شيبة [١٧٦٤٢] =
1 / 21
وحدثنى أبو بكر وصدق أبو بكر قال: قال رسول الله ﷺ: "ما مِنْ مُسْلِمٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ إِلَّا غَفَرَ لَهُ".
_________
= والطيالسي [رقم/ ١]، وابن حبان [٦٢٣]، والحميدي [رقم/ ١]، وابن المبارك في "الزهد" [رقم/ ١٠٨٨]،
والبيهقي في "الشعب" [٥/ رقم ٧٠٧٧]، وابن بشران في "الأمالي" [رقم/ ٦٧٨]، وتمام في فوائده [٢/ رقم/ ١٤٠٨]، وأبو مطيع محمد بن عبد الواحد المصري في "مجلسين من أماليه" [رقم/ ٨١ مخطوط/ بترقيمي]، وجماعة كثيرة من طرق عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم عن علي بن أبي طالب عن أبي بكر الصديق به مرفوعًا ...، وليس عند بعضهم: ذكْرُ الركعتين.
وقد زاد أبوَ داود والترمذي والبيهقي وأبو مطيع في آخره: "ثم قرأ هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ﴾ إلى آخر الآية"، وهو رواية للنسائي وأحمد والمؤلف كما يأتى [برقم/ ١١].
قلتُ: هكذا رواه الثوري ومسعر وقيس بن الربيع ومسدد وأبو عوانة وشريك القاضي وشعبة - واضطرب في تسمية أسماء - وزائدة وإسرائيل وجماعة كلهم عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم عن علي به. كما مضى. ثم جاء على بن عابس الكوفي وخالف الجميع.
فرواه عن عثمان بن المغيرة فقال: عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد [وتحرَّف عند الطبراني إلى: "ناجذ"! بالذال في آخره! وإنما هو بالدال في آخره كما نصَّ عليه الخزرجي في "الخلاصة"، عن على بن أبي طالب عن أبي بكر به. هكذا أخرجه الطبراني في "الدعاء" [١/ رقم ١٨٤٣/ طبعة دار البشائر]، من طريق يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أصبغ بن الفرج ثنا ابن وهب عن علي بن عابس به، وهذه مخالفة منكرة. وابن عابس: قد ضعفه النقاد كلمة واحدة، بل تركه بعضهم وهو من رجال الترمذي وحده. والطريق إليه مخدوش أيضًا، فيه: يحيى بن عثمان بن صالح، وقد تكلموا فيه.
وقد اختلف على ابن عابس في سنده! كما تراه في علل "الدارقطني" [١/ ٧٧١].
• والصواب: ما رواه الجماعة عن عثمان بن المغيرة على الوجه الماضي.
وقد تُوبع عثمان بن المغيرة عليه: تابعه:=
1 / 22