Musiqa Wa Ghuna ee Carabta
الموسيقى والغناء عند العرب
Noocyada
فسواك بائعها وأنت المشتري
وإذا صنعت صنيعة أتممتها
بيدين ليس نداهما بمكدر
وجارية لنا رومية أعجمية لا تفصح، في أقصى الدار تكنس، وهو يطرح الصوت على جاريته شادية، والأعجمية تبكي أحر بكاء سمعته قط، فجعلت أعجب من بكائها وأنظر إليها حتى سكت، فلما سكت قطعت البكاء، فعلمت أن هذا من غلبته بحسن صوته لكل طبع، فصيح وأعجمي.
وفي «الأغاني» (ج9، ص72): كان محمد بن موسى المنجم يقول: حكمت أن إبراهيم بن المهدي أحسن الناس كلهم غناء ببرهان؛ وذلك أني كنت أراه بمجالس الخلفاء - مثل: المأمون والمعتصم - يغني، فإذا ابتدأ الصوت لم يبق من الغلمان والمنصرفين في الخدمة وأصحاب الصناعات والمهن الصغار والكبار أحد إلا ترك ما في يده، وقرب من أقرب موضع يمكنه أن يسمعه، فلا يزال مصغيا إليه، لاهيا عما كان فيه ما دام يغني، حتى إذا أمسك وتغنى غيره، رجعوا إلى التشاغل بما كانوا فيه ولم يلتفتوا إلى ما يسمعون.
ولا برهان أقوى من هذا في مثل هذا، من شهادة العصبة له، واتفاق الطبائع - مع اختلافها وتشعب طرفها - على الميل إليه والانقياد له. (12) تعليم ضرب الطبل
في «الأغاني» (ج14، ص52): أخبر جحظة أنه حدثه أبو حشيشة قال: كنت يوما عند عمرو بن بانة، وعنده طبل يحبه، وطلب في الدنيا كلها من يضرب عليه فلم يجد أحدا، فقال له جعفر الطبال: إن أنا غنيتك اليوم على عود يضرب به عليك أي شيء لي عندك؟ قال: مائة درهم ودن نبيذ، وكان جعفر حاذقا متقدما نادرا في بذل الهمة، فقال: أسمعني مخرج صوتك، ففعل، فسوى عليه طبله كما يسوي الوتر واتكأ عليه بركبته ووقع عليه، ولم يزل عمرو يغني بقية يومه على إيقاعه، لا ينكر منه شيئا حتى انقضى يومنا، ودفع إليه مائة درهم، وأحضر الدن فلم يكن له من يحمله، فحمله جعفر على عنقه، وغطاه بطيلسانه، وانصرفنا.
قال أبوحشيشة: فحدثت بهذا إسحاق بن عمرو، وكان صديق إبراهيم بن المهدي، فحدثني أن إبراهيم قال لجعفر: حذق فلانة جاريتي ضرب الطبل ولك مائة دينار، أعجل لك منها خمسين، فقبل وعجلت له الخمسون.
ولما حذقت الجارية الضرب، طالب جعفر إبراهيم بتتمة المائة، فلم يعطه، فاستعدى عليه أحمد بن أبي داود الحسني خليفته فأعداه، ووكل إبراهيم وكيلا، فلما تقدموا للقاضي مع الوكيل، أراد الوكيل أن يكسر حجة جعفر فقال: أصلح الله القاضي، سله من أين له هذا الذي يدعي وما سببه؟
فقال جعفر: أصلح الله القاضي، أنا طبال، وشارطني إبراهيم على مائة دينار على أن أحذق جاريته فلانة، وعجل لي خمسين دينارا، ومنعني الباقي بعد أن رضي حذقها، فيحضر القاضي الجارية وطبلها، وأحضر أنا طبلي، ويسمعنا القاضي، فإن كانت مثلي قضى لي عليه، وإلا حذقتها فيه حتى يرضى القاضي.
Bog aan la aqoon