للمرحوم عبده الحمولي
جاء بالمقطم عدد 3683 بتاريخ 13 مايو سنة 1901 ما يأتي:
فقدت مغاني الأنس ضحوة أمس منعش الصدر ومطرب النفس المرحوم: عبده أفندي الحمولي؛ فخرست الدفوف وقطعت أوصال الأعواد حزنا وأسى على أشهر من اشتهر في مصر بالغناء والتلحين، قضي رحمه الله مناهزا الستين من عمره بعد ما بسم له الدهر فنال الحظوة من الملوك والأمراء والعظماء، وكان سمحا جوادا أنيسا محبوبا من صحبه ومعاشريه.
أصيب بعلة منذ عهد قريب فقصد الصعيد مستشفيا حتى إذا عاد إليه أمل الشفاء أشار عليه الأطباء بالسكن في حلوان فلم يدفع ذلك عنه مقدورا. وكان من رجال الخير وخير الرجال همة في المساعدة والإسعاف فقد أحيا الليالي التي لا تحصى وهو يطرب المدعوين في الأندية والحفلات التي خص دخلها بإنشاء المدارس أو بإعانة الفقراء والمحتاجين.
وقد جيء بجثته بعد الظهر من حلوان إلى مصر، ثم شيعها خلق كثير جدا من الأعيان والوجهاء والأدباء إلى مدفنه في باب الوزير، وأقيم مأتمه البارحة في منزله بالعباسية، وسيقام فيه الليلة والليلة الآتية أيضا، ويقتصر فيه على ثلاث ليال. سقى الله مثواه وابل الرحمات وأجمل عزاء ذويه والمصريين عموما فيه.
الفصل الثاني عشر
مرثية جريدة الأهرام
جاء في الأهرام عدد 7036 للسنة السادسة والعشرين بتاريخ 13 مايو سنة 1901 عن وفاة المرحوم: عبده الحمولي ما يأتي:
فاضت روح المطرب المبدع والموسيقي الشهير ، فاضت روح عبده أفندي الحمولي على أثر داء عياء؛ فحق لمصر أن تحزن لوفاته بقدر ما كانت تطرب بنغماته، بل حق للموسيقى العربية أن تبكيه، وتستعظم الخطب فيه، فقد كان فخارها ومعلي منارها في هذا القطر، بل في كل قطر نطق أهله بالضاد.
وكان رحمه الله كريم الشيم، عزيز النفس، رقيق الجانب، ونال الحظوة لدى الأمراء والكبراء، وما انتشر نعيه حتى شمل الأسف كل عارفيه - وكثير ما هم - وفي الساعة الثالثة بعد الظهر أمس نقلت جثته من حلوان إلى القاهرة وشيعت بمشهد لائق وبعد أن صلي عليه دفن في مدفنه بباب الوزير.
Bog aan la aqoon