Buugga Muusikada Bari
كتاب الموسيقى الشرقي
Noocyada
حمدا لمن جعل سلطان المحبة مستوليا على قلوب العشاق، فتركها أهدافا لقسي الواجب ونبال الأحداث. وحكم فيهم سيوف الألحاظ ورماح القدود. فتركتهم صرعى في ميادين الغرام فلا تقبل لهم شهود، وخلع على الملاح من ملابس الجمال أفخر الحلل، فخضع لهم في دولة الحسن أرباب الممالك والدول. ونفذ أحكام العيون في القلوب نفوذ السهام، وجعل مورد الثغر عذبا والمورد العذب كثير الزحام.
وصلاة وسلاما على نبي جاءنا من خلاصة عدنان، صلاة دائمة ما سجعت الورق على الأغصان. (أما بعد) فلما كان فن الموسيقى من أجل الفنون مذهبا، وأعذبها موردا ومشربا، وأمزجها للطباع السليمة. وأروضها للنفوس الكريمة. كيف لا وهو مغناطيس القلوب. وشرح حال المحب للمحبوب. ومذهب الأتراح، وغذاء الأرواح.
يدفع الجيش للقتال ويهدي
لنفوس الأطفال طيف المنام
ولذا عني به أئمة السلف، وأساتذة الخلف، كابن سينا والفارابي والفازاني، وأبي الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني، وألفوا فيه كتبا قيمة كثيرة. ومؤلفات شهيرة، يضيق مجال الفكر عن استقرائها. ويقصر طول العمر عن استقصائها. فأولئك هم القوم الفائزون بالقدح المعلى. والشرف الذي لا يبيد ولا يبلى. مضت على ذهابهم أحقاب، وذكرهم باق على الألسنة مخلد في كل كتاب.
قوم بهم شرف الزمان كلامهم
شرك النفوس وعقلة الأحداق
أشخاصهم صرفت ولكن ذكرهم
أبدا على مر الليالي باقي
وحيث إني ممن من الله عليهم بالانتظام في ذلك العقد الفاخر، تمسكت بأذيال الماضين وإن جئت في الآخر. وقنعت من الزمان هذه المنحة، وأرحت نفسي من التطلع إلى غيرها فالعمر وإن طال كلمحة.
Bog aan la aqoon