ولقد ذهلت أنا نفسي عندما رأيت أن ذلك السؤال التخميني - الذي سألته بناء على حدسي فقط - قد أحدث مثل هذه الفاعلية المهولة. - «لماذا؟ لماذا عرفت ذلك يا دكتور؟» - «لماذا؟ لأنني أعرف وفقط. لم أخفيت ذلك عني؟» - «لأنه ... لأنه ... لقد كنت في منتهى الرعب.» - «ما من أحد هنا ليسمعك. وأنا حافظ كتوم على الأسرار. ما الذي تخافينه لتلك الدرجة؟» - «لأن ... هذا ... يا دكتور ... هذا مستحيل. مهما حاولت أن تجعلني أنطق ذلك بلساني، ذلك الأمر المرعب.» - «جربي أن تنطقي به. إن ذلك هو أساس أمراضك كلها. وإن لم يحل فلن نصل إلى أية نتيجة جيدة. لسنا في قسم شرطة. فحتى لو ارتكبت جريمة يعاقب عليها القانون، سأحميك وأحفظ سرك. ألم تقولي أنت بلسانك من قبل إن كل شيء بدأ من هنا، وإن شقيقك هو بداية كل المشاكل؟ يجب إنهاء تلك المشاكل بأية طريقة كانت. هل تسمعين؟ يجب أن تهدئي وتحكي لي كل شيء.»
ضغطت عليها مرة واحدة بكل طاقتي حقا. - «هيا، جربي أن تتحدثي. إن حكاية شفاء هاناي من العنة، كلها أكاذيب، أليس كذلك؟»
طأطأت ريكو رأسها وأجابت بصوت يصعب سماعه. - «آسفة. لقد كذبت عليك.» - «وكل المشاكل المتعلقة بهذا الأمر قصص مختلقة، أليس كذلك؟» - «بلى.»
وبالتالي انتفى على الفور تناقض أن هاناي لم يأت لزيارتي؛ ولو مرة واحدة للسؤال عن ريكو مع علمه باختفائها وهروبها منه. بل على العكس؛ فإنه من المنطقي أن هاناي هو الذي اختفى وهرب بعد أن زارني عندما رأي ريكو وهي تسمع «الموسيقى» مما سبب له جرحا عميقا في قلبه. لماذا لم أنتبه أنا إلى ذلك من البداية؟ - «قصة أن هاناي يطاردك ويهددك كذب أيضا، أليس كذلك؟» - «بلى.» - «وأيضا قولك إنك ذهبت إلى بيت ريوئتشي بعد أن هددك هاناي؟» - «أجل.» - «إن أخاك الأكبر هو الذي يطاردك، أليس كذلك؟»
رفعت ريكو عينيها الممتلئتين بالدموع علامة على الرد بالإيجاب.
36
مع هذا النصر الكبير لحدسي هناك شيء واحد فقط أخطأت فيه.
وهو أن لقاء ريكو مع شقيقها لم يحدث مؤخرا. فإنها قابلت شقيقها المختفي قبل أن تتعرف إلى ريوئتشي.
من هنا ستظهر حقائق أكثر شناعة ومأساوية في هذه الحكاية، فعندما كانت ريكو تعيش في سكن الطالبات الخاص بجامعة «س» للبنات، جاء رجل لزيارتها، وعندما ذهبت لمقابلته اندهشت دهشة عظيمة عندما وجدت أنه شقيقها المختفي.
ومن خلال النظر إليه كان مظهر شقيقها كأنه عضو في عصابات الياكوزا، ويختلف تماما عن الذي تعرفه في الماضي، من نظرة عينيه المتعالية وابتسامته التي بلا روح.
Bog aan la aqoon