لقد كانت ريكو على علم بالتحليل النفسي أكثر مما ينبغي!
وبعد أن انتهت الجلسة الأولى للعلاج اتفقنا على الموعد التالي، وقررنا أن تكتب لي ريكو ما لم تستطع قوله لي في جلسة تداعي الأفكار الحر الأولى، وترسله لي بالبريد.
7
أخذت من ريكو أجرة العلاج كل مرة كما ينبغي، حتى وإن كانت قد قررت في داخلها أنها تعبث، فأنا لم أكن أبالي بذلك، ولكنني كنت على العكس مسلوب الذهن تماما بواسطة أعراض الهيستيريا البسيطة البادية عليها، ولم أكن أكترث كثيرا فيما تشتكي منه مباشرة من برود جنسي.
جربت أن أقرأ مجددا كتاب البروفيسور شتيكل
3
الذي يناقش فيه بتوسع واستفاضة أعراض مرض البرود الجنسي عند النساء بناء على خبراته في علاج تلك الحالات على مدى طويل، وأدركت مجددا أن اسم البرود الجنسي الذي يطلق هكذا في العموم بشكل مبهم، مرض متعدد الأنواع بدرجة كبيرة جدا وله معان كثيرة، وأدركت إلى أي مدى هو معقد وذو تشعبات متنوعة. ثم اندهشت كثيرا عندما اكتشفت أن هذا الكتاب العتيق القيم الذائع الصيت الذي نشر في عام 1920م، وصل، في أماكن عديدة، إلى براعم مبادئ للطب النفسجسمي (Psychosomatic)
الذي أصبح بالفعل هو الموجة الجديدة لعلم النفس الحديث في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا.
لدرجة أن شتيكل يجزم بالقول إن هذا العصر هو عصر العنة، والأغلبية العظمى من رجال الطبقة المثقفة العليا عنن، وأغلبية النساء فيها مصابات بمرض البرود الجنسي. وكلما كان التعليم منخفضا كانت الحياة الجنسية تسير على ما يرام بلا مشاكل، ولكن ذلك ليس بفضل «القوة الحيوية الجسورة التي تشبه الحيوانات» بصفة خاصة؛ بل لأنه مجرد أمر «تكاثري» فقط؛ أي إنه لا يزيد على مجرد «وظيفة نخاعية» فقط. إن شتيكل يقول كل ذلك وغيره بنبرة قاطعة جريئة.
لقد خدعتني ريكو بالقول إنها «لا تستطيع سماع الموسيقى.» ولكن ألم تكن تلك الكلمة تسخر من كل البشر المعاصرين الذين لا يمكنهم سماع «الموسيقى»؟
Bog aan la aqoon