137

Mushkil Hadith

مشكل الحديث وبيانه

Baare

موسى محمد علي

Daabacaha

عالم الكتب

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

1985 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

وَالصَّلَاح للأجساد والأبدان
فعلى هَذَا يتَأَوَّل قَوْله إِن الرّيح من نفس الرَّحْمَن
أَي هِيَ مِمَّا خلق الله فِيهَا التَّفْرِيج والتنفيس والترويح وَالْإِضَافَة من طرق الْفِعْل
وَالْمعْنَى أَن الله ﷿ جعلهَا كَذَلِك وَقرن التَّنْفِيس بهَا
وَأما قَوْله إِنِّي لأجد نفس ربكُم من قبل الْيمن
فَمَعْنَاه إِنِّي لأجد تفريج الله عني وتنفيسه عَن كربتي بنصرته إيَّايَ من قبل أهل الْيمن وَذَلِكَ لما نَصره الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار نفس الله عَن نبيه ﵊ مَا كَانَ فِيهِ من أَذَى الْمُشْركين وقتلهم الله على أَيدي الْمُهَاجِرين من أهل الْيمن وَالْأَنْصَار وَكَانَ ﷺ كثيرا مَا كَانَ يمدح أهل الْيمن وَرُوِيَ عَنهُ ﷺ أَنه قَالَ
الْإِيمَان وَالْحكمَة يَمَانِية
وَأما قَوْله ﷺ
هَذَا نفس رَبِّي أَجِدهُ بَين كَتِفي أَتَاكُم السَّاعَة
فَمَعْنَاه أَن هَذَا هُوَ الَّذِي فرج الله رَبِّي عني بِمَا يوحيه إِلَيّ السَّاعَة فصرف بِهِ همومي وغمومي وكشف عَن قلبِي وستري عَن فُؤَادِي وَذَلِكَ مَا كَانَ يجده ﷺ فِي مُسْتَقْبل أوقاته من زَوَائِد روح الْيَقِين وفوائد التَّعْرِيف والألطاف الَّتِي يجدد الله لَهُ ﷺ فَسُمي ذَلِك نفس الرب لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي نفس عَنهُ وَالْإِضَافَة من طَرِيق الْملك وَالتَّدْبِير

1 / 198