73

Dhibaatooyinka Iyo Shisheeyaha: Daraasad Ku Saabsan Falsafadda Akhlaaqda

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

Noocyada

28

لكن في حال أن صرنا متقوقعين بتعجرف داخل حبنا لذاتنا فإن السامي عند كانط جاهز ليخرجنا من قصورنا الذاتي. فهو موجود ليذكرنا بأننا بلا مأوى وباللامحدودية العصية على الفهم التي هي ملجؤنا الحقيقي الوحيد. فعلينا - كما يرى بيرك - أن نتعرض للتوبيخ والتملق، ونتعرض للجمال والسمو، والاتفاق والاختلاف، والأنوثة والذكورة؛ إذ يجب أن يبدو العالم مكانا حاضنا لنا لكي نسعى داخله لتحقيق هدف ما؛ لكن يجب علينا أيضا أن نستسلم للتخويف من جانبه من وقت لآخر، فننتزع من ذاتية تتمحور حول الرضا إن أردنا أن نسعى لبلوغ حدود قدراتنا.

هوامش

الفصل السادس

القانون والرغبة في مسرحية «الصاع بالصاع»

يحدد شكسبير بقدرته التنبؤية المعتادة مميزات وعيوب نظرية الأخلاق الكانطية في مسرحيته «الصاع بالصاع».

1

فالمسرحية - كما يوحي عنوانها - تتناول فكرة رد الشيء بالشيء أو قيمة التبادل؛ لكنها تتناول أيضا المشكلات التي قد يواجهها منطق المعادلة هذا، ففي افتتاح المسرحية، يكون القانون في وضع مزر؛ فيسمح حاكم فيينا المفرط في التحرر - الدوق فينسنتيو - للمدينة بأن تسقط في وحل الخزي والعار، ويعين العنيف أنجيلو ليعيد فرض السيطرة. والدوق «منحه رهبته وألبسه محبته» (1، 1: 20)، وهو ما يعني أنه منح نائبه ما يعتبره بيرك الجانبين السامي والجميل من القانون؛ ومن ثم سلطته على القسر والإقناع.

أما أنجيلو «الدقيق» - وهو رجل «لاذع في نقده مشدد في تقشفه» «يتكون دمه من الثلج المنصهر» ويقال إن بوله يتكون من الثلج الشديد الصلابة - فيلتزم بفصل صارم بين الأفراد الذين هم من لحم ودم وبين النظام الرمزي. وهذا هو السبب في قدرته على الحلول محل الدوق بسهولة ظاهرة؛ حيث إن المسألة تتعلق بتغيير رمزي لا عملي. بل لا يبدو هناك أي فرق بين أنجيلو الفرد وموقعه الرمزي، بين ميوله الخاصة وأفعاله العامة. يقول لإيزابيلا: «لا أريد ما لا أستطيع» (2، 2: 52)، فهو ينظر لنفسه من المنظور الفوقي للنظام الرمزي ذاته، باعتبار أنه ما هو إلا حامل محايد لسلطته المحايدة. «إن القانون - ولست أنا - من يدين أخاك» هكذا يبلغ إيزابيلا المفجوعة عندما يحكم على أخيها كلاوديو بالموت بتهمة الزنا. ويضيف: «إن كان قريبي أو أخي أو ابني، فالأمر سيان» (2، 2: 80-82).

يتسم القانون المطلق العدالة بشيء لا إنساني بالضرورة، بإغفاله المؤكد للتحزب والخصوصية؛ فبروده الظاهر علامة على سمته اللاإنسانية. وأنجيلو - إن صح التعبير - مثال جيد على صاحب المذهب الكانطي العمومي، الذي يبغض تماما هذا التحيز لصالح الأصدقاء والأقارب الذي يميز أتباع ديفيد هيوم. ولكيلا يصير القانون ملكا لعصبة الطبقة الحاكمة الفاسدة، فيجب أن يساوي بدقة في معاملته للغرباء والأقارب. ويقول الحكمدار ذو القلب الطيب الذي لا يتمتع بأي من برود أنجيلو إنه لن يتعاطف مع قاتل وإن كان أخاه. ويقول أنجيلو بأسلوب لبق إنه بتصرفه من دون تفضيل ورفضه السماح بالاستثناءات فهو يظهر رحمة بأولئك الذين تسيء إليهم أو تضرهم مثل هذه الأفعال. كما يشير أيضا إلى أنه بإعدام مجرم فهو يحمي ضحايا آخرين محتملين؛ فالعدالة ليست عدو الرحمة، بل شرط مسبق لازدهارها؛ إذ لا يوجد تعارض حقيقي بين ما هو رمزي وما هو عاطفي، فإن تنازل القانون لصالح الإنسان فهو يخاطر بأمن كل الناس الذين يطلبون حمايته.

Bog aan la aqoon