Dhibaatooyinka Iyo Shisheeyaha: Daraasad Ku Saabsan Falsafadda Akhlaaqda

Cabd Rahman Majdi d. 1450 AH
39

Dhibaatooyinka Iyo Shisheeyaha: Daraasad Ku Saabsan Falsafadda Akhlaaqda

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

Noocyada

49

وبمزج هذه النظرة العمومية بنظرية عاطفية، يمثل فكره نقطة التقاء مثمرة بين الحركتين التنويرية والرومانسية. لقد أقر هتشسون بأن الروابط البعيدة أضعف من الروابط الحميمة؛ فقوة الخير - كما الجاذبية - تتبدد ببعد المسافات «وتبلغ أقصى قوتها عندما تتقارب الأجساد.»

50

ومع ذلك فقد آمن بإمكان وجود «درجات أضعف من الحب» وبأن الخير «يمتد إلى ما وراء الجيران أو المعارف.»

51

يشير هتشسون - في خطوة لم تكن غريبة على ليبرالي أيرلندي في القرن الثامن عشر - إلى حب الوطن باعتباره مثالا لهذه العاطفة الممتدة، فالأمة ليست - بتعبير بينيدكت أندرسون الشهير - مجتمعا تخيليا فقط، بل خياليا كذلك يرى فيه كل مواطن مخلص - كما في فضاء ما مغلق لا يخضع للزمن - نفسه منعكسا في تناغم في نظرة رفاقه المواطنين، بينما يتمتع كل منهم في الوقت ذاته باعتراف ذلك الرمز السامي الموقر؛ الأمة ذاتها. وهذا بصورة كبيرة هو الحلم السياسي لجان جاك روسو؛ أن تشكل الأمة المجال الخيالي الذي يسلم فيه كل مواطن نفسه - بخضوعه للقوانين التي وضعها بحرية مع زملائه من المواطنين - لإرادتهم الجماعية، ليس إلا ليحصل على فرديته من جديد، يعززها ألف مرة تناغمها مع فرديتهم، فكل مواطن يتأمل صورته الخاصة في ظل نفس السلطة التي تنقل إليه صورة المواطنين الآخرين. يتحدث الجمهوري الأيرلندي توماس كيتل عن القومية باعتبارها ارتقاء المشاعر الفردية لمستوى المبدأ السياسي، ويطرح هذا الشكل الجديد باعتباره مؤشرا على إعادة التأهيل العامة تلك للمشاعر.

52

ولا تعرف سردية الأمة - كما الزمن في النظام الخيالي - بداية ولا نهاية. كما أن المبدأ الروحي للأمة - بداية من القرن الثامن عشر وما تلاه - انصهر مع المفهوم السياسي للدولة، ليعلن مولد بنية جديدة تماما من النظامين الخيالي والرمزي؛ إذ لا تعترف الأمة باعتبارها مجتمعا خياليا بأي اختلافات أو فروق داخلية؛ حيث يجد كل عضو نفسه منعكسا في جميع من سواه؛ لكن لكي تظهر بذاتها على الساحة الدولية، فإن كيانها الأفلاطوني يجب أن يتنازل ليتجسد في التاريخ المادي فيطرح نفسه في البنى الرمزية للقانون والأيديولوجيات الأخلاقية والمؤسسات السياسية وما شابه. إن كانت الدولة الأمة ابتكارا ناجحا جدا من صنع الحداثة؛ فذلك لأسباب ليس أقلها أنها تخضع أكثر العواطف «خيالية»، التي يكون الرجال والنساء باسمها مستعدين للتضحية بحياتهم، للنظام الرمزي الموضوعي للقانون والتجارة والعدالة والمواطنة.

مع ذلك فإن النظام الأخلاقي المبني على الأرضية المشتركة بين الذوات والانتقال السريع لعدوى المشاعر يعاني بوضوح من مشكلة مع تناقص العلاقات المباشرة؛ إذ يعلق هتشسون بأن الطبيعة فرضت علينا أن نحب الأقرب إلينا، وهذا في نظره نوع من التدبير الإلهي العاطفي، فهو يمنعنا من تبديد عواطفنا على جموع بعيدة لا نعرف مصالحها الحقيقية حتما والتي هي أبعد عنا من أن نساعدها. لكن يظل هناك «فرض عام للإحسان على البشرية، حتى تجاه الأجزاء الأبعد منها.»

53

Bog aan la aqoon