Dhibaatooyinka Iyo Shisheeyaha: Daraasad Ku Saabsan Falsafadda Akhlaaqda

Cabd Rahman Majdi d. 1450 AH
32

Dhibaatooyinka Iyo Shisheeyaha: Daraasad Ku Saabsan Falsafadda Akhlaaqda

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

Noocyada

وإن لم تكن إفراطا، فليس هناك أفظع من زيادة حب النفس عن الحد، ويؤكد: «فلنزل العقبات التي يضعها حب النفس وسترشدنا الطبيعة ذاتها إلى الخير.»

26

وهذا ضرب من الهرطقة البيلاجيانية الخطيرة عند رجل مشيخي وإن كان ينتمي للجناح الليبرالي من الكنيسة. إن الحس الأخلاقي عند هتشسون هو - من بين أشياء أخرى - نسخة لا دينية من خطاب الإنجيل الموجه للشعور الداخلي؛ لكن الاختلافات أوضح من التشابهات؛

27

إذ يؤمن هتشسون في سذاجة غريبة قليلا بأن تعذيب الأطفال للحيوانات ليس عن تعمد للأذى، بل ما هو إلا جهل بألمها وفضولا لرؤية أجسامها تلتوي، فهو ليبرالي من النوع رقيق الفكر الذي قد يثير بشدة غضب صحف الإثارة التي تصدر اليوم، فهو يرجع السبب في شعبية قتال المجالدين في روما القديمة ليس إلى إعجاب الجماهير بالشجاعة والبطولة وحسب، بل إلى فرصة الشعور بالتعاطف التي تتاح لهم. ويقر أستاذه شافتسبري - وهو أكثر واقعية منه بقليل - بوجود أشخاص يشعرون ب «متعة وحشية» برؤية الدم والمصائب والمحن لدى الآخرين؛ لكن حتى شافتسبري لا يمكن أن يتقبل فكرة وجود أي إنسان ينقصه كليا الشعور بالتعاطف مع أبناء جنسه.

في هذا الإقرار الأليم بوجود مثل هذه «المتعة الوحشية» - وهو تعبير يمكن أن نعتبره نسخة شافتسبري الخاصة من ترجمة سلافوي جيجك ل «المتعة» عند لاكان ب «اللذة الفاحشة» - يدق شافتسبري أبواب لحظة حرجة تتعلق بما يمكننا أن نسميه النظام الواقعي؛ أو بالرغبة، كما يكتب، «في التغذي نوعا ما على الموت والتلذذ بسكراته.»

28

إن من حدود أي مذهب أخلاقي خيالي أن مازوخية «ثاناتوس» أو دافع الموت، وكذلك فكرة الحقد الخالي تماما من أي دوافع، يكاد يستحيل تصورها، إلا في تلك النسخة المنمقة لما نعرفه بالتراجيديا؛ فالشخصيات التي تشبه دي ساد وإياجو في هذا العالم غريبة عن دائرة النظام الخيالي. ويحرص شافتسبري على أن يلفت إلى أن مثل هذه المتع المرضية لا مكان لها في مكان يحكمه «التحضر ودماثة الأخلاق»، وأن هؤلاء المنغمسين فيها بائسون لأقصى درجة. ويرى هتشسون هو الآخر أن الطبيعة البشرية نادرا ما تطيق «الكراهية الخبيثة التي لا غرض منها» ولا يمكنه تصور أن أي شخص قادر على التلذذ ببؤس الآخرين من دون أي فائدة تعود عليه. وليس فريدريش نيتشه عاطفيا إلى هذا الحد؛ إذ يكتب في عمله «جينيالوجيا الأخلاق» أن «رؤية المعاناة تشعرك بلذة، أما التسبب فيها، فتشعرك بالمزيد من هذه اللذة ... فحتى في العقاب يوجد شيء شديد البهجة!»

29

تردد إنكار هتشسون للشر الخالي من الدافع مجددا على لسان ديفيد هيوم الذي يرى أن «الشر المجرد الذي بلا سبب والخالي من الهدف لا مكان له - ربما - في صدر أي إنسان.»

Bog aan la aqoon