وما ذكره من لزوم تقديم الخبر إذا كان المبتدأ أن وصلتها ولم توجد أما، شرطه، كما قال ابن عصفور، أن يكون الخبرُ ملفوظًا به، فإن كان محذوفًا لم يلزم تقديره قبلها نحو: لولا أن زيدًا قائم لقمت.
(أو إلى مقرونٍ بإلا لفظًا أو معنى) - نحو: ما في الدارِ إلا زيد. والثاني نحو: إنما في الدار زيدٌ.
(أو إلى ملتبس بضمير ما التبس بالخبر) نحو: عند هندٍ مَنْ يحبها، وكذا قوله:
(٢١٣) أهابُك إجلالًا وما بك قدرةٌ ... علي: ولكن ملءُ عين حبيبها
(وتقديمُ المفسر إن أمكن مصححٌ، خلافًا للكوفيين إلا هشامًا) - أجاز البصريون وهشام من الكوفيين: زيدًا أجلُه مُحْرِزٌ، وزيدًا أجلُه أحرز. لتقدُّم صاحب الضمير المتصل بالمبتدأ، ومنعها جمهور الكوفيين، والحجة عليهم قوله:
(٢١٤) خيرًا المبتغيه حاز وإن لم ... يُقضَ فالسعيُ في الرشاد رشادُ
(ووافق الكسائي في جواز نحو: زيدًا أجله محرزٌ، لا في نحو: زيدًا أجله أحرزَ) - فوافق في مسألة اسم الفاعل وخالف في مسألة الفعل. والبيت حجة عليه. ولولاه لأمكن الفرق بأن اسم الفاعل جائز التقديم فجاز تقديم معموله، والفعل والحالة هذه واجب التأخير فمُنع تقديمُ معموله.