Murug al-dahab wa-maʿadin al-gawhar
مروج الذهب ومعادن الجوهر
ثم ملك جبار بن غالب بن زيد بن كهلان، فكان ملكه عشرين ومائة سنه. ثم ملك بعده الحارث بن مالك بن إفريقس بن صيفي بن يشجب بن سبأ، وكان ملكه مائة سنة ونحو أربعين سنة، وقيل: إن هذا الملك هو أبرهة بن الرائش المعروف بذي المنار.
جماعة من ملوك اليمن
ثم ملك بعده الرائش بن شداد بن ملظاظ، وكان ملكه مائة وخمسا وعشرين سنة.
ثم ملك بعده أبرهة بن الرائش، وهو ذو المنار، وكان ملكه مائة وثمانين سنة.
ثم ملك بعده أفريقس بن أبرهة، فكان ملكه مائة وأربعا وستين ثم ملك بعده أخوه العبد بن أبرهة، وهو ذو الأذعار، وكان ملكه خمسا وعشرين سنة.
ذو الأذعار
ثم ملك بعده الهداهاد بن شرحبيل بن عمرو بن الرائش، وقد تنوزع في مقدار ملكه؛فمنهم من رأى أنه عاش عشر سنين، ومنهم من ذكر سبعا، ومنهم من قال: ستا.
تبع الأول
ثم ملك تبع الأول، وكان ملكه أربعمائة سنة، وذكر كثير من الناس أن بلقيس قتلته، وقيل غير ذلك، والأشهر ما قدمنا.
بلقيس وسليمان
ثم ملكت بعده بلقيس بنت الهدهاد، وكان لمولدها خبر ظريف ذكرته الرواة فميا روي أنه تصور لأبيها في بعض قنصه حيتان سوداء وبيضاء فأمر بقتل السوداء منهما،؛وما ظهر له بعد ذلك من شيخ وشاب من الجن، وأن الشيخ زوجه بابنته، واشترط عليه شروطا لها، فعلقت منه ببلقيس، ونقض تلك الشروط المأخوذة عليه لها، فغابت عنه، في خبر ظريف، وهو موجود في كتاب أخبار التبابعة.
وإنما نحكي هذه الأخبار على حسب ما وجدناه في كتب الأخباريين وعلى حسب ما توجبه الشريعة والتسليم لها، وليس. قصدنا من ذلك وصف أقاويل أصحاب القدم، لأنهم ينكرون هذا ويمنعونه، وإنما نحكي في هذا الكتاب أقاويل أصحاب الحديث المنقادين للشرع والمسلمين للحق، وأخبار الشياطين على حسب ما نطق به الكتاب المنزل على النبي المرسل، وما قارن ذلك من الدلائل الدالة على صدقه صلى الله علية وسلم، وإعجاز الخليقة أن يأتوا بمثل هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وكان ملك بلقيس عشرين ومائة سنة، وكان من أمرها مع سليمان عليه السلام ما ذكر الله عز وجل في كتابه، وما اقتص من خبر الهدهد، وما اقتص من أمرهما، فملك سليمان اليمن ثلاثا وعشرين سنة.
بقية ملوك اليمن
ثم عاد بعد ذلك الملك إلى حمير؛فملكهم ناشر النعم بن عمرو بن يعفر وكان ملكه خمسا وثلاثين سنة.
ثم ملك بعده شمر بن إفريقس بن أبرهة، فكان ملكه ثلاثا وخمسين ثم ملك بعده تبع الأقرن بن شمر، فكان ملكه مائة وثلاثأ وستين سنه.
ثم ملك بعده كليكرب بن تبع وكان ملكه مائة سنة وعشرين سنة، وسير قومه نحو الشرق من بلاد خراسان والتبت والصين وسجستان.
ثم ملك بعده حسان بن تبئع، فاستقام له الأمر، ثم وقع بعد ذلك في ملكه تنازع وخلاف، وكان ملكه إلى أن قتل خمسا وعشرين سنة.
ثم ملك بعده عمرو بن تبع، وهو القاتل لأخيه حسان الملك الماضى، وكان ملكه أربعا وستين سنة، و لقال: انه عدم النوم، لما كان من فعله من قتل أخيه.
ثم ملك بعده تبع بن حسان بن كليكرب، وهو الملك السائر من اليمن إلى الحجاز، وكانت له مع الأوس والخزرج حروب، وأراد هدم الكعبة فمنعه من كان معه من أخبار اليهود، فكساها القصب اليماني، وسار نحو اليمن وقد تهود وغلبت على اليمن اليهودية، ورجعوا عن عبادة الأصنام، وكان ملكه نحو مائة سنة.
ثم ملك عمرو بن تبع بعد تفرق وتنازع كان بينهم في الملك، خلع عن الملك وملكوا عليهم مرثد بن عبد كلال، وكان في اليمن تنازع وحروب، وكان ملكه أربعين سنة.
ثم ملك بعده وليعة بن مرثد، وكان تسعا وثلاثين سنة.
ثم ملك بعده أبرهة بن الصباح بن وليعة بن مرثد، وهو الذي يدعى شيبة الحمد، وكان ملكه ثلاثا وتسعين سنة ، وقيل: أقل من ذلك، وكان علامة وله سير مدونة.
ثم ملك بعده عمرو بن ذي قيفان، وكان ملكه سبع عشرة سنة.
Bogga 199