Murtajal
المرتجل في شرح الجمل لابن الخشاب
Baare
علي حيدر (أمين مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق)
Lambarka Daabacaadda
دمشق
Sanadka Daabacaadda
١٣٩٢ هـ - ١٩٧٢ م
Noocyada
وأن يجمعوا لها ما جمعوا للنكرة من الوصف بالمفرد والجملة، فصدهم ما يعرض من التناقض عن أن يقولوا: مررت بزيدٍ أبوه منطلق، فتواصلوا إلى ذلك بالمجيء بالموصولات التي وصف بها، وجعلوا الجمل صلاتٍ لها وأجروها على المعارف أوصافًا فقالوا: مررت بزيدٍ الذي قام أبوه وببكر الذي أبوه قائم وبمحمد الذي في الدار وبعمرو الذي إن أكرمته أكرمك، وكذا سائر الجمل التي وقعت أوصافًا للنكرات بغير وصلة، توصف بها المعارف بالوصلة التي هي الاسم الموصول.
وكذا توصلهم إلى نداء ما فيه الألف واللام بـ "أي" في قولك: يا أيها الرجل.
والوصل كثيرة، وموضع الفاء وما بعدها من الابتداء والخبر جزمٌ لأنها وقعت موقع مجزوم؛ ويدلك على ذلك أنهم إن عطفوا عليها فعلًا مستقبلًا ظهر الجزم يه كقولهم: إن تقم فزيدٌ قائمٌ ويقم عمرو، وعليه (١) قراءة من قرأ ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٦] (٢) بجزم "يَذَرُهُم" ومن ذلك إذا في نحو قوله تعالى ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾ [الروم: ٣٦] (٣) فإذا وما بعدها جواب قوله: " تُصِبْهُمْ" وتقديره يقنطوا، وقال النحويون (٤) معناه قنطوا، والتحقيق
(١) في (ج): وعلى هذا. (٢) الأعراف ٧: ١٨٦ ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ يعمهون: يتحيرون. قرأ بهذه القراءة حمزة والكسائي. التيسير في القراءات السبع: ١١٥ الموسوعة القرآنية ٤: ٥٠٩. (٣) الروم ٣٠: ٣٦ ﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾. (٤) انظر الكتاب ١: ٤٣٥.
1 / 218