339

في جميع الأعصار والأمصار، يفزعون فيه الى مساجدهم، للصلاة فريضة، ونافلة، وتلاوة القرآن العظيم، والدعاء المأثور، شكرا لله تعالى على اكمال الدين، واتمام النعمة، بامامة امير المؤمنين، ثم يتزاورون، ويتواصلون فرحين مبتهجين، متقربين الى الله عز وجل بالبر والاحسان، وادخال السرور على الأرحام والجيران. ولهم في ذلك اليوم من كل سنة زيارة لمشهد أمير المؤمنين، لا يقل المجتمعون عند ضراحه عن مئة ألف يأتون من كل فج عميق، ليعبدوا الله بما كان يعبده في مثل ذلك اليوم ائمتهم الميامين، من الصوم والصلاة والانابة الى الله، والتقرب اليه بالمبرات والصدقات، ولا ينفضون حتى يحدقوا بالضراح الأقدس، فيلقوا في زيارته خطابا مأثورا عن بعض أئمتهم، يشتمل على الشهادة لأمير المؤمنين بمواقفه الكريمة، وسوابقه العظيمة، وعنائه في تأسيس قواعد الدين، وخدمة سيد النبيين والمرسلين، الى ما له من الخصائص والفضائل، التي منها عهد النبي اليه، ونصه يوم الغدير عليه، هذا دأب الشيعة في كل عام، وقد استمر خطباؤهم على الأشادة في كل عصر ومصر، بحديث الغدير مسندا ومرسلا، وجرت عادة شعرائهم على نظمه في مدائحهم قديما (1) (2) وحديثا، فلا سبيل الى التشكيك *** 332 )

Bogga 327